قال الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية إن الأمة الإسلامية تمر بمحن عظيمة و يتردى حالها من خطب إلى أشد منه، مصداقًا لما رواه مسلم، عن أبي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ، وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ. قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: الْقَتْلُ»( ). وأكد مفتى القدس فى كلمته بمؤتمر دار الإفتاء العالمى بعنوان "دور الفتوى فى استقرار المجتمعات"، أنه لا يخفى على بصير ما تدور رحاه في ديار الإسلام، حيث عادت إليها فتن التكفير والإرهاب، وفكر الخوارج من جديد، وقد بلغت مبلغًا تطيش به العقول، من الهرج والسبي والدمار والتهجير واللجوء. وأوضح، أنه لولا بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بانقطاع هذه الفتنة وأفول نجمها، لخلص الإياس إلى القلوب، وأعمل الشر فيها، تلك البشارة التي أخرج خبرها ابن ماجه بسنده، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَنْشَأُ نَشْءٌ يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يَقُولُ: كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمْ الدَّجَّالُ»( ). وذكر أنه لم تكد الأمة تصحو من وهدتها، حتى تجد نفسها ترزح في أتون حرب تستعر من عداء الإسلام، وكراهية المسلمين، نتيجة للإرهاب وعوامل أخرى؛ كالتعصب القومي، والتعصب الديني، والعنصرية البغضاء، وغير ذلك، فكان لا بد من الوقوف على أبعاد هذه الظاهرة ورصدها، وصولًا إلى وسائل مجابهتها ودفعها.