سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطبة الجمعة من «سانت كاترين»..وزير الأوقاف: السلام «تحية» أهل الجنة والإسلام دين يُراعي الخواطر والمشاعر.. وصحابة النبي احترموا الآثار ولم يعتدوا على «تمثال واحد»
وزير الأوقاف: السلام «تحية» أهل الجنة والإسلام دين يُراعي الخواطر والمشاعر «التفرقة بين الرسل» تحول دون اكتمال إيمان المسلم كل الأديان أجمعت على «المشتركات الإنسانية» «الترويج للفاحشة» يتسبب في تفشي «الأمراض» بالمجتمع الصحابة احترموا الآثار ولم يعتدوا على «تمثال واحد» تعانق المسجد والكنيسة دليل على عُقم أفكار المتطرفين الله أمرنا بالتعايش مع سُنة التنوع والاختلاف ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم بعنوان: «الإسلام دين الإنسانية والسلام»، بحضور كل من اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والوفود المشاركة في مؤتمر السياحة الدينية " سانت كاترين ملتقى الأديان السماوية"، بمسجد الوادي المقدس بسانت كاترين. «تحية» أهل الجنة قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف،إن ديننا هو دين السلام، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- هو رسول سلام، وأن تحيتنا في الإسلام هي السلام، والجنة دار السلام، موضحًا أن تحية أهل الجنة «سلامًا» ويُلقون فيها سلامً. ودلل بقوله تعالى: «دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ» الآية 10 من سورة يونس، حيث إنه لرفعة شأن السلام جعله الله سبحانه وتعالى اسمًا من أسمائه الحُسنى، مستشهدًا بقوله تعالى: «هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ» الآية 22 من سورة الحشر. «عاقبة» إجبار الناس على «دين واحد» وأوضح «مختار»،أن الإسلام علمنا الإيمان بالتنوع، والاختلاف، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ» الآية 118 من سورة هود، فلو أراد الله تعالى أن يحمل الناس على دين واحد، لخلقهم متعبدين بأصل خلقتهم كالملائكة، وسيظلون مختلفين إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها، منبهًا إلى أنها سُنة كونية. وأضاف أنه من أراد أن يحمل الناس كلهم قسرًا على دين واحد أو مذهب واحد أو طريقة واحدة، فهو معاكس لسُنة الله في كونه، التي تقتضي الاختلاف والتنوع إلى يوم القيامة، أما سبيلنا فادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، مع الإيمان بحق الإنسان في الحياة الكريمة، لا يجوز المساس لا بدمه ولا بعرضه فكل الدماء محفوظة وكل الأعراض مُصانة، وكل الأموال حرام إلا بحقها، وأخذ الشيء بحقه مستحقه. لا يكتمل إيمان المسلم إلا بهذا «الأمر» وأكد وزير الأوقاف، أنه لا يكتمل إيمان المسلم إلا إذا آمن بجميع الأنبياء والرسل إجمالاُ وتفصيلًا، لقوله تعالى: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ» الآية 285 من سورة البقرة، وقوله تعالى: «قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» الاية 84 من سورة آل عمران. تعانق المسجد والكنيسة دليل على عُقم أفكار المتطرفين وأفاد بأن تعانق مآذن المساجد والكنائس على مر التاريخ والعصور في تكامل وتناغم لدليل على عظمة الأديان وسماحة وسعة الأديان، وأيضًا تدل على عُقم أفكار بعض البشر من المتطرفين والإرهابيين المتشددين الذين لا يؤمنون إلا بأنفسهم، مشيرًا إلى أن أدياننا رحمة، وملتقى الأديان هو ملتقى السماحة والتعايش السلمي، فالدين للديان عز وجل، فلو شاء ربك لوحد الأقوام، ولكن هذه حكمته وأمرنا أن نتعايش مع هذا التنوع. كل الأديان أجمعت على «المشتركات الإنسانية» ونوه «مختار» بأن الأديان رحمة وإنسانية، وهناك مشتركات إنسانية أجمعت عليها جميع الأديان السماوية، لم تختلف في ملة من الملل ولا شريعة من الشرائع، ولا دين من الأديان السماوية، لافتًا إلى أنه ليس هناك دين أباح القتل أو الزنا أو الفاحشة أو الكذب والخيانة أو الغدر أو أكل أموال الناس بالباطل، فجميع الأديان تُجمع على ما نُسميه المشتركات الإنسانية، لأن مصدرها واحد وهو رب العالمين. الإسلام دين يُراعي الخواطر والمشاعر وأشار إلى أن الإسلام دين الرقي في كل شيء، منوهًا بأنه يُراعي الخواطر والمشاعر الإنسانية، فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- علمنا أعلى معاني الرقي في قوله: «إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ. حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْزِنَهُ». وأضاف أنه من حق الإنسان على الإنسان بغض النظر عن دينه، أنه إذا مرض يعده، وإذا مات يُشيع جنازته، وإن أصابه خير هنأه وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن أستجار به أجاره حتى لو كان كافرًا. الصحابة لم يعتدوا على «تمثال واحد» ولفت وزير الأوقاف، إلى أن الحفاظ على التراث الإنساني، واحترامه واحترام الحضارة الإنسانية يُعد من متطلبات الإنسانية، منوهًا بأن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخلوا مصر والعراق وسوريا والكثير من البلدان، فلم يعتدوا على حضارة أو تمثال، رغم إنها كانت موجودة منذ آلاف السنين، بل احترموا الحضارات والآثار الإنسانية. واستطرد: إلا أن المرة الوحيدة التي حطموا فيها التماثيل كانت فيما يخص الأصنام والتماثيل التي يتم عبادتها، أي بعلة منع عبادة التماثيل، منوهًا بأن الآثار شاهد على حضارات أقيمت في كل منطقة من هذه المناطق وفي الحضارة العالمية بكل أنواعها. «فعل» يتسبب في تفشي «الأمراض» ونبه الدكتور محمد مختار إلى أن ديننا قائم على الوسطية لا إفراط ولا تفريط، منوهًا بأنه بالقدر الذي نواجه به التشدد والتطرف والإرهاب، نواجه به الانحلال والشذوذ والتسيب، لأن طرفي النقيض مفسد للإنسانية، وهادم للحضارات. وحذر الذين يروجون للفاحشة ويريدونها واقعًا ملموسًا سواء بالقول أو الفعل، يفسد حياة الناس، توعدهم الله تعالى بالعذاب الأليم، والأمراض، التي لم تظهر في أسلافهم، مستشهدًا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ لَمْ تَظْهَرْ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمْ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمْ الَّذِينَ مَضَوْا». واستشهد بقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» الآية 19 من سورة النور.