قال الدكتور محمد مهنا المشرف العام على الأروقة الأزهرية خلال الدرس الأول في صلاة التراويح بالجامع الأزهر إن قلوب المصريين انفطرت جميعاً لإراقة الدماء البريئة فى المنيا فى الوقت الذي كان يستعد فيه المسلمون لاستقبال شهر رمضان بنوع من البهجة والسرور، حين فاجأتهم هذه الأنباء المؤلمة، ولخص فضيلته مبادئ هذا الدستور في أن اختلاف الناس في الأديان والعقائد والمذاهب والأفكار في مفهوم الإسلام ليس مدعاة للتنافر أو الكراهية أو العدوان، بل على النقيض سببًا للتكامل والتعاون والترابط وحرية المعتقد؛ لأن هذا الاختلاف في حقيقته سنة كونية واقتضاء طبيعي سبقت به المشيئة الربانية، كما قال تعالى في سورة يونس:{وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى 0لْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ 0لنَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا۟ مُؤْمِنِينَ (99)}، كما أن رسالة الأديان السماوية فى مفهوم الإسلام واحدة، وإن اختلفت الشرائع والأحكام ألا وهى إسلام الوجه لله كما قال تعالى في سورة البقرة: {قُولُوٓا۟ ءَامَنَّا بِ0للَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ وَ0لْأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَآ أُوتِىَ 0لنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُۥ مُسْلِمُونَ (136)} وتابع مهنا أنه بنفس هذا المنطق كان التنوع أيضاً بين البشر فى اللون أوالجنس أو اللغة فى مفهوم الإسلام لتحقيق المصلحة الإنسانية كما قال تعالى في سورة الحجرات: {يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ 0للَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ 0للَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)} وذلك لأن هذا التنوع فضلاً عن كونه سنة طبيعية وآية من الآيات الدالة على عظمته تعالى وطلاقه قدرته كما فى قوله تعالى في سورة الروم {وَمِنْ ءَايَٰتِهِ خَلْقُ 0لسَّمَٰوَٰتِ وَ0لْأَرْضِ وَ0خْتِلَٰفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَٰنِكُمْ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَايَٰتٍ لِّلْعَٰلِمِينَ (22) } فهو يرجع إلى وحدة الأصل الانسانى التى قررها القرآن الكريم والسنة النبوية فى أكثر من موضع كما قال تعالى في سورة النساء: {يَٰٓأَيُّهَا 0لنَّاسُ 0تَّقُوا۟ رَبَّكُمُ 0لَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَآءً ۚ وَ0تَّقُوا۟ 0للَّهَ 0لَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَ0لْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ 0للَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)} كما استعرض فضيلته غير ذلك من مبادئ العلاقات مع الغير كالتسامح والمساواة والعدل.