كشف تحقيق أجرته هيئة الدخل الكندية أن المدير السابق لجمعية خيرية تدير مسجدًا بمدينة فانكوفر متورط في وقائع فساد تتمثل في إنفاق عشرات الآلاف من الدولارات من أموال التبرعات في شراء أغراض شخصية. وأوضحت صحيفة "جلوبال نيوز" الكندية أن التحقيق كشف أيضًا أن "الجمعية الإسلامية لكولومبيا البريطانية" المسئولة عن إدارة مسجد الهداية في فانكوفر والمركز الثقافي الإسلامي في بورت كوكيتلام بكندا ترتبط بمؤسسة الشيخ عيد الخيرية، وهي منظمة قطرية مملوكة للشيخ عيد بن محمد آل ثاني. ونقلت الصحيفة عن إدارة الجمعيات الخيرية بهيئة الدخل الكندية أن مؤسسة الشيخ عيد متهمة بدعم الإرهاب، وهي عضو في "ائتلاف الخير"، وهو اتحاد مؤلف من جمعيات خيرية تديره حركة حماس المصنفة كنديًا منظمة إرهابية. وأشارت إلى أن إمام مسجد الهداية السابق سعد الدين بحر، المتهم بتبديد أموال التبرعات، يقضي الآن عقوبة بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف في واقعة اعتداء جنسي داخل المسجد، ارتكبها عام 2013. وأضافت الصحيفة أن مؤسسة الشيخ عيد الخيرية تواجه اتهامات بدعم الإرهاب، في الوقت الذي تواجه فيه قطر أزمة دبلوماسية مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب بتهمة تمويل جماعات إرهابية ونشر التطرف في الشرق الأوسط. وتابعت الصحيفة أن قائمة الكيانات الإرهابية التي وضعتها دول الرباعي العربي تضمنت اسم عبد الرحمن النعيمي، الذي تصنفه الأممالمتحدة كواحد من أكبر ممولي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا، وهو مؤسس مشارك سابق بمؤسسة الشيخ عيد. وجاء في تقرير هيئة الدخل الكندية أن الجمعية الخيرية الإسلامية وقعت اتفاقًا مع مؤسسة الشيخ عيد عام 2005، وأن اثنين من أعضاء مجلس إدارة الجمعية قطريان. وقالت الصحيفة أيضًا إن مؤسسة الشيخ عيد عينت في وقت سابق شيخًا يُدعى أيمن النجار إماما لمسجد الهداية، لكنه ترك إمامة المسجد وأقام دعوى قضائية ضد الجمعية الخيرية الإسلامية عام 2012، وردت الجمعية بأنها تلقت شكاوى تتعلق بنشر النجار أفكارًا متطرفة. وبالرغم من ذلك، تنكر الجمعية الخيرية الإسلامية أي علاقة لها بمنظمات أجنبية، وتزعم أنها اعتمدت على مؤسسة الشيخ عيد في عمليات تحويل أموال إلى كندا فقط بسبب فرض قطر بعض القيود على التعاملات البنكية، لكن هيئة الدخل الكندية قالت إنها لم تجد أثرًا لتلك القيود، وأن تحقيقاتها تثبت أن العلاقة بين الجمعية ومؤسسة الشيخ عيد تتجاوز تقديم التسهيلات وتحويل الأموال.