قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة الى المدينة مليئة بالعبرة والعظات وبالأحداث التى لأبد أن يقف عندها المسلمين وغيرهم. وأضاف "عثمان" خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»، أن الشرع الحنيف علمنا أنه يمر على الإنسان وقت يكون فى حالة ضعف فيكون مطلوبًا منه أن يأخذ بالأسباب ويسعى فيه ووقتً آخر يكون فى حالة قوة ويكون فى عناية المولى عز وجل فيرزقه الله من حيث لا يحتسب بلا سببًا وهذا منطوق به فى القرآن الكريم عندما كان المولى يرزق السيدة مريم عليها السلام فى حالة الصبا والقوة رزقًا بدون أدنى تعب منها مستشهدًا بقوله تعالى { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، وفى حالة ضعفها لحظة المخاض والوضع أمرها المولى بأن تهز اليها بجزع النخلة رغم أن المرأة فى حالة الوضع تكون إستنفدت كامل طاقتها البدنية وعناصر قوتها لكن المولى أمرها مستشهدًا بقوله تعالى { وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}. وتابع قائلآً: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى رحلة الإسراء والمعراج صعد الى السماء فى أمر وتيسير إلهي ولم يتخذ سببًا ولكنه فى هجرته من مكة الى المدينةالمنورة اتخذ دابة ورتب وخطط للهجرة، والله عز وجل قادرًا على أن ينقل رسول الله بين طرفة عين من مكة إلى المدينة ولكن الحق تبراك وتعالى أراد أن يخطط النبي للهجرة وان يقوم بها فهذا يدل على أن الإنسان لابد وأن يأخذ بالأسباب وأن يخطط وأن يتوكل على المولى فى كل شيء".