قال الشيخ محمد وسام، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية، إن ما يفعله كثير من الأهالى لأقاربهم العائدين من أداء مناسك الحج باستقبالهم بالأعلام والأفراح ليس به شيء لأن هذا أولى ما يُفرح به من أن المولى عز وجل كرم هؤلاء الحجيج بهذه الفريضة والشعيرة التى حالت النفقة والقدرة لكثير من الناس عن أداء هذه الشعيرة العظيمة. وأضاف "وسام"، خلال لقائه ببرنامج «فتاوى الناس» المذاع عبر فضائية «الناس»: "علينا أن نفرح بعودة الحجاج فرحًا لكرم المولى وفضله عليهم، فقد علمنا المولى عز وجل أن الإنسان كلما فرح بفضل الله عليه من حيث أنها نعمة الله فهو مثاب عليه شرعًا بل فهو مأمور بذلك"، مستشهدًا بقول المولى عز وجل {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وأكد ذلك بلام الأمر للتأكيد. وأشار إلى أن مظاهر الفرح كانت منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ قَال سَمِعْتُ بُرَيْدَةَ يَقُولُ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلَّا فَلَا فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ فهذا مظهر من مظاهر الفرح التى أجازها النبي -صلى الله عليه وسلم- فى إطار الفرح بفضل ونعمه الله على العبد. وتابع: "ليس كل الفرح محمودًا، وهناك أحوال يُذم فيها الفرح كما قيل فى شأن قارون لقوله تعالى {لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} لأنه فرح فرحًا أنساه نعم الله والمنعم".