ذكرت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية أنه تم إدراج معرض (الفرعون والإمبراطور..حضارتي مصر القديمة وعهد أسرة هان الملكية الصينية) (202ق م - 8م) ضمن قائمة المعارض العشرة الممتازة بالمتاحف الصينية في 2016، حيث عرضت 140 قطعة أثرية مكتشفة من مقبرة الملك في جيانغدو من عهد أسرة (هان) الملكية مع أكثر من 100 قطعة أثرية من مصر القديمة المحفوظة في متحف انتاريو الكندي. ورغم أن الدخول غير مجاني للمعرض، الذي يقام لأول مرة في متحف (نانجينغ) بمقاطعة (جيانغسو) شرقي الصين، إلا أن عدد الزوار تجاوز 310 آلاف شخص. من جانبه قال رئيس متحف (نانجينغ) قونغ ليانغ - عند الحديث عما جعله يفكر في إطلاق معرض يدمج حضارتي مصر وهان القديمتين - إن هذه الفكرة انبثقت عن تجربته عند زيارة متحف انتاريو الكندي قبل سنوات، مشيرا إلى أن آثار مصر القديمة من أكثر الحضارات عظمة ومن أكثر الفنون جاذبية. وأضاف أنه على الرغم من وجود مسافات جغرافية بعيدة إلا أن هناك تشابها بين الحضارتين في الفكر والخلود بعد الموت، حيث ارتكز هذا المعرض على إظهار التشابه والاختلاف بين الحضارتين في جوانب المواد والثقافة والروح من مختلف الزوايا. واتسم المعرض بإظهار الموضوعات المماثلة بين الحضارتين مثل المومياء الفرعونية المصرية القديمة مقابل ملابس اليشم ذات الخطوط الذهبية المكتشفة في مقبرة الارستقراطيين، والرسوم الجدارية لاستعادة وعى صاحب المومياء وإحيائه مقابل رسم يعكس رفع الأموات إلى السماء ليصبحوا خالدين في عهد هان وكذلك القطع الأثرية عن أشكال الأسلحة والدواجن والحبوب والحلي. وأشارت هذه التحف الأثرية إلى وجود فهم مماثل بين الحضارتين في الآراء حول الموت، ألا وهو "النظر إلى الموت كالحياة" والتطلع إلى الخلود واستعادة الروح. وقال قونغ إنه على الرغم من أن مصر والصين تنتميان إلى أنظمة حضارية مختلفة، إذ كان الفراعنة والأمراء الإقطاعيون يختلفون في العصر وعادات الدفن وأنماط التعمير وتزيين الرسوم، بيد أن الحضارتين تتشابهان في مفهوم القبر الضخم والاهتمام بالحياة بعد الموت والتطلع إلى خلود الجثث والرغبة في مرافقة الناس والأشياء حتى بعد الموت, مضيفا أنه من شأن تشابه الحضارتين إلى مثل هذا الحد الكبير رواية قصة للمقارنة بين الحضارتين القديمتين. وأقيمت على هامش المعرض سلسلة من فعاليات التثقيف بما فيها المحاضرات والندوات الشبابية والزيارات الثقافية بحضور خبراء التاريخ وعلم المتاحف. وجذبت سلسلة من المعارض تتعلق بحضارات مصر القديمة أقيمت في أنحاء الصين - مؤخرا - أنظار السكان المحليين، حيث تعرض حاليا ستة مومياوات يحفظها المتحف البريطاني في متحف (هونغ كونغ) للعلوم؛ ما يمكن المواطنين الصينيين والمقيمين الأجانب من التعرف عليها عن طريق تقنية المسح الضوئي المتقدم للكمبيوتر والقراءة عن الحضارات المصرية القديمة. ويقام المعرض تحت عنوان (أسطورة خالدة: قراءة في الحضارات المصرية القديمة) خلال الفترة ما بين 2 يوليو و18 أكتوبر وهو يضم بجانب المومياوات التى يعود تاريخها إلى ما قبل أكثر من 1800 إلى 3000 سنة حوالى 200 قطعة أثرية. من جانب آخر، استقبل متحف أطلال (جينشا) الأثرية في مدينة تشنغدو 700 ألف زائر خلال "مهرجان الشمس" الذي أقيم في فبراير الماضي، وذلك بمناسبة إقامة معرض تحت عنوان "مصر القديمة: عالم الفرعونية والآلهة" في المتحف. وقال وانغ يي رئيس متحف أطلال (جينشا) في مدينة (تشنغدو) وهى عاصمة مقاطعة (سيتشوان)، بجنوب غربي الصين، إنه على الرغم من وجود مسافات زمنية طويلة وجغرافية بعيدة بين حضارتي (شو) الصينية ومصر القديمتين، إلا أنهما تتشاركان في الإيمان بالشمس والذهب، مضيفا بأن الزوار لمسوا بأنفسهم تشابه الحضارتين. أما مهرجان الشمس، فإنه يجعل الزوار يتمتعون بروعة معالم الثقافة عن طريق العروض الفنية والمناظر التمثيلية. ويعتبر موقع أطلال (جينشا) الأثرية أول اكتشاف هام للآثار في القرن ال21 في الصين يمتد على مساحة قرابة 5 كيلومترات مربعة وهي أطلال عاصمة بلدة "شو" القديمة في مقاطعة سيتشوان حاليا خلال حقبة تتراوح بين القرن ال12 قبل الميلاد والقرن السابع قبل الميلاد . ويعد موقع أطلال (جينشا)، أحد أكثر مواقع اكتشاف العاج القديم في نفس العصر في العالم من حيث حدة التركيز، إضافة لكونه أحد أكثر مواقع اكتشاف مصنوعات حجر اليشم والذهب في نفس العصر في الصين. وتدفق الزوار إلى مهرجان الشمس لمشاهدة معرض الآثار المصرية القديمة ومجموعة من المصابيح الملونة على شكل الأهرامات وقناع توت عنخ أمون وواحات الصحراء والعروض الفنية تحت موضوعات الفراعنة وكليوباترا.