أكد أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني وزير الاقتصاد والتجارة القطري أن الأزمة الراهنة تمثل مرحلة جديدة في مسيرة ترسيخ مكانة قطر على خريطة الاقتصاد العالمي وتحقيق استقلالها وأمنها الاقتصادي، وذلك في تناقض مع البيانات الاقتصادية الصادرة من مراكز أبحاث مرموقة وخبراء معروفين حول تأثير الأزمة بين مصر والسعودية والبحرين والإمارات على قطر سياسيا واقتصاديا. وكانت وكالة «بلومبيرج» الإخبارية قد كشفت عن أن الودائع الأجنبية في البنوك القطرية تراجعت إلى أدنى مستوى لها منذ عامين، حيث قام أغلب المستثمرين بسحب استثماراتهم الشهر الماضي، وذلك في أعقاب قيام كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر. وأشار الوزير القطري، خلال افتتاح أعمال البرنامج المعد للوفد القطري بمدينة أزمير التركية، بحضور نهاد زيبكجي وزير الاقتصاد التركي، إلى أن الاقتصاد القطري أثبت قوته وصموده أمام العديد من التحديات الاقتصادية العالمية التي امتدت آثارها لكبرى اقتصاديات الدول المتقدمة. وقال إن قطر تمكنت من مواجهة الأزمة في غضون ساعات من خلال تفعيل استراتيجياتها وخططها الاستباقية التي وضعتها منذ سنوات طويلة للتصدي لمواجهة أية أزمات محلية أو عالمية، حيث استندت في ذلك إلى تضافر جهود القطاعين الحكومي والخاص من خلال زيادة المنتج المحلي وفتح قنوات جديدة مع مختلف شركاء قطر التجاريين حول العالم، على حد تعبيره. وأضاف أن الدوحة نجحت في الحفاظ على تدفق المنتجات إلى السوق المحلي وبنفس الوتيرة التي ضمنت عدم حدوث نقص في أي من السلع الاستهلاكية أو غيرها من المنتجات الأخرى. وزعم أن قطر تمكنت من التغلب على مختلف تحديات حركة التصدير وحركة الموانئ والمطارات وحافظت على استمرارية تطور ونمو كافة القطاعات الاقتصادية، مؤكدًا أن الدولة تعد من أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم وتمتلك أكبر أسطول لشحن الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم. وفي حديثه عن العلاقات بين الدوحة وأنقرة، أكد الوزير القطري أن البلدين تربطهما علاقات ثنائيّة وأخويّة فريدة ترسخت وتوطدت عبر عقود من الزمن وذلك في مختلف المجالات ، موضحا أن هذه العلاقات انعكست إيجابًا على مستوى حجم التبادل التجاري الذي بلغ خلال النصف الأول من العام الجاري حوالي ملياري ريال بما يعادل 547 مليون دولار. ولفت إلى أن موقف تركيا الداعم لقطر خلال الأزمة الراهنة، يعد امتدادا لمسيرة العلاقات التاريخية العريقة التي تربط بين البلدين والتي تعمقت في ظل قيادة تميم بن حمد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.