ألا يوجد صديق لمصر وصديق للإمارات يمكن أن يتوسط من أجل احتواء الخلاف الناشئ بين أبوظبيوالقاهرة منذ أن تسلمت جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة مسؤوليات الحكم؟ كتائب الإخوان الإلكترونية تشن حملة ضارية على وسائل الإنترنت ضد دولة الإمارات، والمسؤولون في الإمارات يصرحون بمخاوفهم من نوايا جماعة الإخوان المسلمين تجاه دول المنطقة. السؤال الذي تطرحه دولة الإمارات يقوم على العناصر التالية: 1) إن جماعة الإخوان تعترف في أدبياتها وتراثها بفكرة الخلافة الإسلامية وتؤمن بضرورة أن تتطور الدعوة السياسية من داخل مصر وتصل إلى الخارج. 2) إن فضيلة مرشد الجماعة أعلن مؤخرا عن اقتراب تحقيق مشروع الخلافة في المنطقة بعد نتائج ثورات دول الربيع العربي مما يلقي ظلالا وشكوكا لدى دول الخليج حول هذا التصريح. 3) إن زيارة الرئيس المصري إلى طهران ثم لقاؤه بالرئيس الإيراني مجددا في نيويورك هو عنصر «خطر» من منظور دول الخليج التي تستشعر أن الخطر الإيراني تجاه دولها أمنيا ومذهبيا يزداد يوما بعد يوم. 4) إن الإمارات ودول الخليج تنظر إلى مصر دائما على أنها الحليف العربي الإسلامي السني القادر وحده دون سواه على الدعم الاستراتيجي لدول الخليج عند اندلاع الأزمات. لذلك تخشى من حالة «التقارب» بين طهرانوالقاهرة وهي حتى الآن لا تفهم مداها وأبعادها. من ناحية أخرى ترى القاهرة الملف من منظور مختلف تماما قائم على العناصر التالية: 1) إن الإمارات دولة صديقة ولا خلاف لها مع مصر، أو إن المخاوف الإماراتية من قيام الإخوان بتصدير الثورة أمر من الممكن الرد عليه بأنه لم يثبت على مدار 84 عاما، هي عمر الجماعة، قيام الإخوان في مصر بالتآمر على أي نظام. 2) تأكيد الرئيس المصري الدكتور مرسي بأن بلاده لا تتدخل في شؤون الغير وترفض تدخل الغير في شؤونها. وقد تم ذلك في خطاب القسم وعدة خطب أخرى في نيويورك بالجمعية العامة. 3) إن القاهرة كانت تفضل أن يكون التعبير عن «القلق» أو «المخاوف» داخل غرف مغلقة تحتوي الأشقاء بدلا من خروج هذا الجدل إلى العلن. 4) إن مصر أكدت أن أمن دول الخليج خط أحمر وأنها لن تقبل بالمزايدة أو بالتهاون في هذا الموضوع، وفي يقيني أن مسألة رؤية جماعة الإخوان لمسألة «الخلافة» كجماعة دعوية، قد تختلف تماما مع رؤية مصر كدولة تحترم المواثيق الدولية وتدرك تماما الفارق بين «الأمة» و«الوطن». هذا الاشتباك لا بد من فضه. نقلا عن الشرق الاوسط