يقال إن الحظ عبارة عن «استعداد + فرصة»، لذلك لا يذهب الحظ أبدًا إلا لمن يستحقه، وهذا ما جعل سعد الدين سمير يتدرج في المراحل السنية المختلفة بالأهلي، ثم يتم تصعيده إلى الفريق الأول، وأخيرًا يحجز مكانًا أساسيًا في تشكيل الأهلي، ويصبح أحد أفضل المدافعين في الكرة المصرية بالموسم الحالي. سعد سمير، هو المدافع الوحيد في كل الأندية المصرية بالموسم الحالي الذي خاض 40 مباراة في الدوري والكأس والسوبر ودوري أبطال أفريقيا؛ دون أن يتلقى إنذارًا.. وهذا أمر ليس بالسهل على لاعب يلتحم بقوة في كل كرة مشتركة، ويدافع بأقصى ما يملك من جهد؛ من أجل حماية مرماه من استقبال الأهداف. من يُتابع أداء سعد سمير يدرك الفارق بين المدافع العادي الذي يركز على الخشونة وارتكاب الأخطاء من أجل قطع الكُرات، والمدافع الموهوب الذي يلعب بعَقله قبل قدمه، ويبعد الخطورة عن مرماه؛ دون أن يكلّف فريقه ارتكاب أخطاء في أماكن خطيرة أو الحصول على إنذارات أو طرد، يجعل فريقه يكمل المباريات ناقصًا عدديًا. وكما أن إحراز الأهداف أمر يميز مدافعًا عن الآخر، ولذلك نجد سعد سمير يتفوق على نفسه في الموسم الحالي، بعد أن أصبح يحرز أهدافًا بالرأس والقدم، عندما يتقدم في الضربات الثابتة؛ فامتلك سعد سمير 4 أهداف في رصيده بالموسم الحالي، أحرزها في شباك سموحة والمصري والداخلية والشرقية. ولما كان ثبات المستوى هو أكثر ما ميز وائل جمعة صخرة الأهلي سابقًا، وجعله من أفضل المدافعين في أفريقيا، إضافة إلى سعيه الدائم لقطع الكرة قبل أن تصل للمهاجمين.. فقد استفاد سعد سمير من المميزات السابقة لوائل جمعة، وحاول أن يجعلها ميزات تخصه هو أيضًا، فأصبح سعد سمير، اليوم، مميزًا بثبات المستوى على الدوام، إضافة إلى الرجولة في الأداء، والتقدم خلف المهاجمين لاقتناص الأهداف في مباريات هذا الموسم. وعند الحديث عن الأداء الرجولي، فهو من أهم مميزات سعد سمير داخل الملعب، فمن الصعب أن تجده يطلب التغيير؛ حتى ولو تعرض للإصابة، فهو يصر على التحامل على نفسه؛ لمساعدة فريقه داخل المستطيل الأخضر. وساهمت عودة حسام البدري إلى القيادة الفنية للفريق، هذا الموسم في تطور أداء اللاعب بشكل كبير؛ بسبب الثقة الكبيرة التي منحها المدرب لسعد سمير، وطوَّر من تحركاته وأسلوبه الدفاعي، بالإضافة إلى دعمه؛ من أجل صنع الطفرة الهجومية، عندما يتقدم ويحرز الأهداف على شاكلة اللاعب الإسباني، سيرجيو راموس. انضمام سعد سمير للمنتخب باستمرار في الفترة الأخيرة، والتواجد ضمن المجموعة التي شاركت في بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجابون- كان بمثابة التتويج لجهوده وأدائه الثابت طوال الموسم الحالي.