أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري أننا نواجه مشكلة حقيقية في تدبير موارد المياه في مصر على إثر الزيادة السكانية المطردة مع ثبات حصتنا من المياه ، وأضاف معاليه أننا نستهلك 114 مليار متر مكعب سنويا من المياه ، وحصتنا من نهر النيل 60 مليار متر مكعب سنويا ، فلدينا عجز 54 مليار متر مكعب، مشيرا إلى أننا نستورد محاصيل زراعية قيمتها 34 مليار متر مكعب لو زرعناها ، ونقوم بإعادة استخدام 20 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي والزراعي ، منبها معاليه إلى أن هذه المشكلة وهذا العجز سيتفاقم في المستقبل عندما يبلغ سكان مصر 160 مليون نسمة عام 2050 و 300 مليون عام 2100 . وأضاف الوزير خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي بالحسين أن هناك سلبيات تؤدي إلى الإهدار في استهلاك المياه سواء أكانت مياه شرب ، أم ري زراعي ، ومن ثم فيجب أن تتضافر الجهود من الجميع مؤسسات ومواطنين لأجل القضاء عليها. وأوضح وزير أن الحكومة وضعت استراتيجية لمواجهة مشكلة المياه في الفترة من 2017 وحتى 2037 تتكاتف فيها جميع الوزارات المعنية بمشكلة المياه ، وقد رصدت لها ميزانية 900 مليار جنيه ، تقوم هذه الاستراتيجية على أربع تائات ( 4 ت ). التاء الأولى: الترشيد وذلك بأن يكون عندنا وعي في استخدام المياه في الشرب والزراعة وتطوير أساليب الري وطرق نقله ، وكذلك بعمل أبحاث زراعية تقلل مدد مكث المحاصيل في التربة ، مما يوفر في مياه الري ، أو استخلاص سلالات تقاوم الجفاف ولا تحتاج لكميات كبيرة من المياه . التاء الثانية: التنقية ، فلابد من تنقية المياه ، وذلك بمعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي وهذا يحتاج لمليارات الجنيهات. التاء الثالثة : التنمية ، وذلك بأن ننمي موارد المياه بتحلية مياه البحر ، وإقامة السدود لتعظيم الاستفادة من مياه الأمطار ، وتقليل فواقد نظام الري ، وتطوير أسلوب نقل المياه المستخدمة في الزراعة . التاء الرابعة : التوعية ، وذلك بعمل مؤتمرات وندوات مثل هذه الندوة ليكون عندنا وعي بحجم المشكلة ، وأننا جميعا شركاء في حلها ، وذلك بسن تشريعات جديدة في شأن استخدام المياه ، ومعاقبة المتعدي في استخدامها ، مشيرا معاليه إلى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الجانب ، كما أن كل فرد في المجتمع له دور في حل مشكلة المياه وفي القضاء على سلبيات استخدامها. وفي ختام كلمته قال معاليه إننا ينبغي أن نخاف من حجم المشكلة وأن نتفاءل لوجود الكفاءات التي تضع الحلول لها ، فثروة مصر دائما في عقول أهلها.