تقع قرية بلاط على بعد 35 كيلو مترا من مدينة موط عاصمة الداخلة، و155 كيلو مترا من واحة الخارجة عاصمة الوادي الجديد، وسميت بهذا الاسم لأنها كانت مقرا للبلاط الملكي في العصر العثماني، وقد تجسدت العمارة والفنون العثمانية في جميع مبانيها فهي مدينة إسلامية وشيدت المدينة بالكامل فوق ربوة عالية عن سطح الأرض، حتى يتمكن السكان من رؤية الأعداء قبل الاقتراب منهم بمسافة كافية. ويقول حسن النويعم مدير إعلام الداخلة، وأحد أبناء بلاط الإسلامية، إن قرية بلاط أقيمت جميع منازلها من الطوب اللبن، حيث كان يحرص الاهالي على أن تكون المنازل متلاصقة جنبا إلى جنب بحيث تبدوا وكأنها منزل واحد لا يفصلها أي عازل أما الشوارع فتلاحظ أنها متدرجة وضيقة وعلى جانبيها بالكامل مبان مرتفعة مما يساعد على وجود الظل طوال ساعات النهار على الطرقات والمماشي والمنازل المجاورة . وأضاف "النويعم" أن جميع الشوارع تعلوها سقائف لمنع تسرب أشعة الشمس إليها وبالتالي أصبحت المدينة داخل تكييف مركزي طبيعي وهو ما يعرف حاليا بظاهرة الاتزان البيئي، وقد تنوعت منشآت مدينة بلاط الاسلامية بما يتماشى مع احتياجات سكانها فهي تحتوى على العديد من المساجد المنتشرة في أرجاء المدينة خاصة بجوار عيون المياه الرمانية المتدفقة ذاتيا من باطن الأرض مثل عين علم وعين قبالة. وذكر أن المدينة تضم مجموعة نادرة من الأعتاب الخشبية التي تعلو واجهات المنازل محفورة بالحفر البارز والغائره وصنعت من خشب السنط ومنقوش عليها أدعية وآيات قرآنية وأحيانا اسم صاحب المنزل واسم صانع العتب وتاريخ الإنشاء وأقدم عتب عثر علية يرجع للعام 1163ه وأحدث عتب يرجع للعام 1253ه كما تضم طاحونة لطحن الغلال باعتبارها من مستلزمات الحياة اليومية للسكان ومن أهمها طاحونة البرنس وطاحونة أبو ياسين. يقول عبد الوهاب ذخيره وصاحب ديوان عائلة ذخيرة بالقرية إن تاريخ المدينة يرجع للعصور الفرعونية فعلى جدرانها صور ورسومات للإنسان المصري القديم ولا تزال تلك الآثار خالدة على مقابر بلاط الفرعونية وتقع على بعد كيلو متر واحد من قرية بلاط الحالية حيث توجد 6مصاطب مرفوع عليها بعض البنايات لمقابر رومانية وأخرى لمقابر ترجع إلى الأسرة السادسة الفرعونية عام 2420 ق.م. كما توجد بها مقبرة حاكم المنطقة ومسلتان صغيرتان ومصطبة خنتيكا المعروفة باسم "قلاع الضبة". وأضاف ذخيره أن مدينة بلاط تحتوى على أثار نادرة ترجع إلى العصر الإسلامي في مقدمتها بلاط الإسلامية وتقع فوق ربوة عالية وشوارعها ضيقة ومسقوفة من خشب الدوم والنخيل ومقسمة إلى شوارع ملك لعائلات القرية و تحمل علي أبوابها نقوش من الخشب مكتوب عليها اسم العائلة وتاريخ البناء وآيات من القران الكريم وما زال بعض المواطنين يسكنون بها حتي الآن ويحتفظون بمقتنياتهم البدائية.