قال مصطفى حسني، الداعية الإسلامية، إنه فيما ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، أن هناك عبادة تجعل الله تعالى يُقبل بوجهه الكريم على الشخص، طوال فترة قيامه بها. وأوضح «حسني» خلال برنامج «رسالة من الله»، أن أول ما ذُكر عن الصلاة أنها لم تُفرض ليتأكد الله تعالى من أمر ما، وإن كانت صلاة الإنسان تؤكد للشخص أنه موصول بربه عز وجل، يُفضله على أي شيء آخر، لكن الله تعالى فرض الصلاة يوم كلم النبي موسى -عليه السلام-، مستشهدًا بقوله تعالى: «فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)» من سورة طه. وأضاف أن المراد بقوله تعالى« لِذِكْرِي» أي لوصلي، بما يعني أن الصلاة دعوة للوصل بالرحمن، منوهًا بأنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِلُ رَبَّهُ»، وَقَوْلِهِ: «فَاللَّهُ يُقْبِلُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ مَا لَمْ يَصْرِفْ وَجْهَهُ عَنْهُ». وتابع: لذا كانت دعوة أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- أن يجعله الله تعالى مُقيمًا للصلاة، كما ورد بقوله تعالى: «رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ» اللآية 40 من سورة إبراهيم، وكذلك عندما دافع النبي عيسى عن أمه مريم وهو في المهد، فأول ما تكلم تحدث عن الصلاة، مدللًا بما ورد في قوله تعالى: «يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) » من سورة مريم.