العشرات يحتجون على احتجاز أقاربهم عند سجن الطرفية بالسعودية

أغلقت قوات الأمن الطرق المحيطة بسجن في منطقة صحراوية بوسط المملكة العربية السعودية اليوم، الاثنين، حيث يتظاهر أقارب سجناء للمطالبة بالإفراج عنهم في احتجاجات نادرة بالمملكة.
وقال محتجون في مكالمة هاتفية إن أكثر من مائة شخص منهم 13 طفلا تجمعوا منذ مساء الأحد في الصحراء المحيطة بالسجن الواقع بمنطقة القصيم، لكن الشرطة أبلغتهم بأنهم سيعتقلون في حالة محاولة مغادرة المكان.
وشكوا من أنه ليس لديهم طعام أو مياه بسبب الحصار لكنهم قالوا إنهم سيواصلون الاحتجاج.
وقالت ريما الجريش، من المحتجين: "لن نتحرك إلى أن يسمعوا مطالبنا. الإفراج عن أقاربنا المعتقلين"، وأضافت أن زوجها محتجز منذ ثمان سنوات دون اتهام.
وبعض المسجونين محبوسون لاتهامات متعلقة بالأمن أو لنشاط سياسي، لكن آخرين لم توجه لهم اتهامات.
ولم يرد متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية على مكالمات أو رسائل في وقت متأخر من يوم الأحد أو يوم الاثنين طلبا للتعقيب.
والاحتجاجات محظورة في السعودية، لكن أقارب المحتجزين لأسباب أمنية وفي بعض الأحيان لفترات طويلة دون محاكمة تظاهروا عدة مرات منذ مستهل العام الماضي.
ويقع سجن الطرفية في صحراء على بعد 15 كيلومترا من أقرب القرى، وقال محتجون إن الشرطة أقامت يوم الأحد حواجز على الطريقين اللذين يؤديان إلى السجن وتنظم دوريات في الصحراء المحيطة به لمنع الناس من الدخول أو الخروج.
وقال محتج، طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله، ل"رويترز" في مكالمة هاتفية: "جعانين وعطشانين وندور على الظل تحت السيارات"، وتردد بكاء طفل صغير في الخلفية.
ووصلت أربع حافلات يوم الاثنين تقل قوات أمن معها دروع وهراوات.
ولم تشهد السعودية اضطرابات كالتي شهدتها دول "الربيع العربي" في العام الماضي بعد أن أنفقت بسخاء على الرعاية الاجتماعية وأصدرت فتوى بمنع المظاهرات.
وأدخل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بعض الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية منذ أن تولى منصبه قبل سبع سنوات بما في ذلك خطوات حذرة لتحسين وضع المرأة والأقليات الدينية لكنه ترك النظام السياسي كما هو.
وفي العام الماضي قالت وزارة الداخلية إنها حاكمت 5080 شخصا من بين 5700 تقريبا احتجزتهم لدواع أمنية.
وفي أبريل قضت محكمة في الرياض بسجن محمد البجادي، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الإنسان، أربع سنوات، وظل محتجزا طوال عام دون اتهامات بعد أن أبدى دعمه لأسر السجناء الذين يتظاهرون للإفراج عن أقاربهم المسجونين.
وفي تجمهر آخر يوم الاثنين، تظاهر عشرات المحتجين أمام هيئة حقوق الإنسان السعودية المرتبطة بالحكومة مطالبين بالإفراج عن أقاربهم المسجونين.
وقال محتج، طلب عدم نشر اسمه خشية اعتقاله: "نحن أهالي المعتقلين ونطالب بحقوق الإنسان المنتهكة بالكامل".
وأضاف: "هناك معتقلون معذبون وآخرون انتهت محكومياتهم وآخرون لم يحاكموا.. وناس لديهم أحكام براءة ولم يفرج عنهم".