كشفت صحيفة "إزرائيل توداي" الإسرائيلية اليوم معلومات خطيرة خاصة بحرب أكتوبر 1973 كشفت قصور جهاز الموساد وتجاهله لمعلومات وردت من العميل المصري أشرف مروان تفيد بأن مصر تخطط لحرب وشيكة. وانتقدت الصحيفة تصرف القيادة الإسرائيلية آنذاك وتقاعصها عن تقصي الحقائق مستندة إلى الوثائق التي يكشف عنها الجيش الإسرائيلي من وقت لآخر بخصوص هزيمة أكتوبر. وجاء في الوثائق التابعة لأرشيف الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أن مسؤولين إسرائيليين اعترفوا للجنة التي شُكلت للبحث في أسباب الهزيمة "أغرانات" أن القيادة الإسرائيلية تجاهلت المعلومات التي كان ينقلها لهم أشرف مروان. وكشفت الوثائق أن أحد أعضاء لجنة التحقيق يدعى "يغآل يدين" واجه السكرتير العسكري لغولدا مائير ببرقية نقلها مروان إلى الموساد يوم 1 أكتوبر جاء فيها "بعد أسبوع سيفتح المصريون حربا من خلال مناورة"، فسأل رجال الموساد مرة أخرى "أنت تتحدث عن مناورة أم عن حرب؟"، فيوضح مروان "أنا أتحدث عن حرب ولا أتحدث عن مناورة.. الحرب ستندلع تحت غطاء مناورة"، وفي الموساد لم يكتفوا وسألوا مرة ثانية، وفي الثاني من أكتوبر كرر مروان قوله "النية للهجوم". وتبين الوثائق -كما تقول الصحيفة- أنه رغم لغة الإخطار وتكراره، اعترف رئيس الموساد بأن الوثيقة لم ترسل إلى رئيسة الوزراء مائير، بينما علم السكرتير العسكري بالبرقية بعد الحرب فقط. وقالت الصحيفة إن مروان فوجئ بعدم الاكتراث الإسرائيلي وبعث ببرقية "عاجلة" إلى مقر الموساد في ليلة الخامس من أكتوبر طالباً لقاء رئيس الموساد على عجل في لندن، فقدّر "ألفرد عيني" مساعد الرئيس أن البرقية هامة جدا، فأيقظ رئيس الموساد زمير الذي قرر السفر في الصباح. وفي لندن -تضيف الصحيفة في تقريرها- التقى رئيس الموساد بمروان، وفي شهادته للجنة فصّل النائب كيفَ هاتفَه رئيسُه (رئيس الموساد) عند الساعة الثانية من ليلة السادس من أكتوبر وروى له بكلمات سرية التفاصيل الدقيقة التي سلمها المصدر في لندن. ولم يكن في رسالته أي لبس: الحرب ستنشب "اليوم بالذات". وتختم "عند الساعة 14:00 في ذات اليوم، شن الجيشان السوري والمصري هجوما مشتركا على إسرائيل".