شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، اليوم، أزمة، بين النواب، والحكومة، بسبب قرار وزير التنمية المحلية، بتشكيل مجالس استشارية للمحافظات. وكانت البداية مع البيان العاجل، الذى ألقاه النائب أحمد بدوى، بشأن قرار وزير التنمية المحلية بتكليف المحافظين بتشكيل مجالس استشارية للمحليات، وانفعل بدوى، قائلًا: «فين الأسس والمعايير وأية اختصاصات هذه المجالس». وطالب بدوى بضرورة استدعاء وزير التنمية المحلية للإجابة على هذه التساؤلات، ووقف قرار هذه المجالس وضجت القاعة بالتصفيق الحاد. ورد الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، قائلًا: تكلمنا عن الفصل بين السلطات، ومن حق السلطة التنفيذية مراعاة ذلك، ويجب على هذه المجالس ألا تتدخل فى المجالس المحلية ولكن تعطى رأيا استشاريا فقط». وعقب النائب أحمد السجينى، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، إن هذا الموضوع أثير فى إحدى الاجتماعات، وكان مقترح من وزير التنمية الجديد، والذى قال بدوره أنها مجالس للتنمية وقراراتها مختصة فقط للتنمية، وطالبنا وقتها بمعرفة اختصاصتها وهل تتضارب مع المجالس المحلية. وتابع السجينى: «اقترحنا علي الوزير ألا يكون مسماها المجلس الوطنى للتنمية ولكن المجلس الاستشارى وبالفعل مجلس المحافظين اتخذوا قرار بتشكيلها على مستوى المحافظة وليس الوحدات وبها 25 متخصص، و لسنا معنيين كبرلمان بترشيح أسماء أو نكون فى عضويتها لأننا أكبر من ذلك، إزاى مسئول نحاسبه ونتعين معاه، وهى ليست بديل عن المجالس المحلية عددها قليل وغير ملزم». وانفعل النائب الشاب حسن عمر حسانين، وحاول التحدث، وإلا أن رئيس البرلمان، رفض ذلك. وقال عبدالعال: لن أمرر اعراف فاسدة فى هذا المجلس أو ما يخالف الدستور، السلطة التنفيذية تنشئ وتنظم وللمحافظين تعيين مجلس استشارى و لا يعنينى من قريب أو بعيد كبرلمان ولا يتدخل فى المجالس المحلية ويمنح اراء استشارية واذا اتخذت هذه المجالس قرارات مخالفة، من سلطتنا محاسبتهم. وانتفض حسانين من مقعده، طالبًا الكلمة، ورد عبدالعال: هتتكلم عن ايه من حق السلطة التنفيذية عمل مجلس استشاري مقدرش اتدخل فى اختصاصاته. ووجه عبدالعال غاضبًا حديثه للنائب الشاب، قائلا« سأتخذ قرارًا سيكون مؤلمًا بالنسبة لك أنت دأبت على هذا السلوك هذا مجلس للشباب..والمفروض الشباب يتعلم ويتدرب..وبهذه الطريقة لا هتكتسب خبرات ولا مهارات». وفى ظل حدوث حالة من الغضب داخل القاعة..هدد عبدالعال برفع الجلسة لحين عودة الانضباط، وقال: يبدو أن الأعضاء لم ينتبهوا لوجود شباب فى الشرفة والذين جاءوا لمشاهدة الجلسات ويجب منحهم الأمل ورسائل ايجابية. وقال المستشار عمر مروان، وزير شئون مجلس النواب، إن أعضاء هذه المجالس لا يتقاضون أى مرتبات من الحكومة ولا يحصلون على مزايا، مهما كان عددهم ولا يكلفون الموازنة أى مبالغ مالية. وطالب النائب رضوان الزياتى، باستدعاء وزير التنمية المحلية، قائلًا: عايزين الوزير يجى منعا لبلبلة ونعرف سياسة الوزير، لأن الشواهد تقول أن أداءه ليس على المستوى المرتقب. وطالب النائب أسامة أبو المجد، بضرورة التأكيد على أن هذه المجالس ليست بديلًا عن المجالس المحلية. وحسم عبدالعال ذلك بقوله: لن تكون بديلًا للمجالس المحلية ولن نقبل بذلك، لأن ذلك سيكون مخالفًا للدستور. وبلهجة حادة، قال عبدالعال: يجب على الحكومة ألا تقدم على هذه الخطوة إلا بعد التشاور مع البرلمان وبقولها لأخر مرة.