دعت منظمة الصحة العالمية إلى توحيد الجهود للقضاء على مرض السل الذي لا يزال يصيب ملايين الناس في شتى أنحاء العالم. وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السل، الذي يوافق 24 مارس من كل عام، جددت المنظمة دعوتها بعنوان "اتحدوا من أجل إنهاء السل" وذلك عبر محاربة الوصم والتمييز والتهميش والتغلب على الحواجز التي تمنع المتعايشين مع السل من الوصول إلى الرعاية الصحية ، كي لا يترك أي مريض دون علاج. وأوضح بيان للصحة العالمية أن المنظمة لازالت تُصنِّف السل- إلى جانب فيروس الإيدز- كأحد الأسباب الرئيسية للوفيات الناجمة عن الأمراض السارية ففي عام 2015، أصيب أكثر من 10.4 مليون شخص في العالم بالسل، بينما توفي 1.4 مليون شخص جرّاء الإصابة به. وفي إقليم شرق المتوسط، بلغ عدد المصابين بالسل في عام 2015، بحسب التقديرات، 749 ألف حالة. إلا أنه لا يتم تشخيص سوى 18% من الحالات المقاوِمة للأدوية وعلاجها، من بين الحالات المقدَّرة ، حيث لايزال السل يحتفظ بوضعه كخطر شديد يُهدِّد الصحة العامة حول العالم وفي إقليم شرق المتوسط. وتابعت المنظمة: "في الوقت نفسه، فقد انخفض معدّل الوفيات الناجمة عن الإصابة بالمرض انخفاضًا كبيرًا من 38 وفاة بين كل 100 ألف نسمة في عام 2000 إلى 12 وفاة بين كل 100 ألف نسمة في عام 2015، بعدد إجمالي بلغ 80 ألف وفاة تقريبًا وبذلك فقد نجح إقليم شرق المتوسط في تحقيق الهدف المُتمثِّل في خفض معدل وفيات السل بحلول عام 2015 إلى النصف مقارنةً بتقديرات عام 1990"". ومن جانبه أكد الدكتور محمود فكري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط: " أن التقدُّم الذي حقَّقه إقليم شرق المتوسط في مكافحة السل - رغم كل المصاعب - يعد تقدُّما كبيرا. وأضاف الدكتور فكري: "بَيْدَ أن هناك عقبات كبرى لا يزال علينا أن نتجاوزها فعلى الرغم من توافر خدمات التشخيص والعلاج بتكلفة منخفضة، فإن ثلث حالات الإصابة بالسل المُقدَّرة في الإقليم لم تكتشف أو لم يُبلَّغ عنها في عام 2015 وهو ما يُمثِّل تحدِّيًا كبيرًا في سبيل القضاء على وباء السل الذي يواصِل انتقاله، ويُشكِّل خطرًا كبيرًا على المرضى الذين لم تُشخَّص حالاتهم أو لم يتلقوا العلاج المناسب". واضاف :وفي ظل الأوضاع التي تشهدها مناطق عديدة في الإقليم، فإن البرامج الوطنية لمكافحة السل والعاملين الصحيين والمانحين وأنصار مكافحة المرض والمجتمعات المحلية يناضلون لتقديم خدمات الرعاية للمصابين بالمرض ومن هنا تأتي أهمية اليوم العالمي لمكافحة السل الذي يمثل دعوة للحشد والاستنفار من أجل توحيد الجهود وتكامُل الموارد والتخطيط الجيد وتحقيق دفعة مزدوجة في اتجاه وضع حدٍّ لمعاناة ملايين المصابين بهذا المرض. واشار الي ان الأمر يتطلب بذل أقصى الجهود في إطار الأهداف الإنمائية المستدامة ومبادئها التي تؤكد على حتمية شمول جميع الناس بالرعاية وهو أمر حتمي لتحسين نوعية الحياة لجموع الناس. وأكد "أن تلبية الاحتياجات الصحية للفئات الأقل حظًا والمهمشين والذين يصعب على النظم الصحية الوصول إليهم سيؤدي بالضرورة لتحسين إمكانية الحصول على الخدمات الصحية لكل فرد في الإقليم" وأضاف: هذا أمر جوهري لتحقيق هدف القضاء على السل بحلول عام 2035 في إطار الأهداف الإنمائية المستدامة واستراتيجية منظمة الصحة العالمية لدحر السل".