قال الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي جمهورية لبنان، إن وجود الدولة والحريات الاساسية في الدستور والواقع وحكم القانون، أساسيات تحقيق المواطنة، لافتًا إلى أنها ليست بديهية في عالمنا، حيث إن الدول تتصدع وتسقط، والحريات الأساسية لا تجد موطنا تحل فيه. وأضاف "دريان" وفي كلمته خلال المؤتمر الدولي "التعايش المشترك"، صباح اليوم الثلاثاء، أنه يجب البدء من التعاون والعيش المشترك القائم على التعدد والمشاركة من أجل إيقاظ الدول الوطنية وإقامة الحكم الصالح والرشيد فيها، الذي افتقدناه في الفترة الماضية. وشدد مفتي جمهورية لبنان على ضرورة العودة إلى العيش المشترط والدولة الوطنية، مشيرًا إلى أن الوطنية والعيش المشترك يتطلب إرادة من المسئولين والسعي إلى الانتخابات الحرة لإقامة الحكم الصالح. وأكد "دريان" على ضرورة إخراج الدين من الصراع السياسي ومواريث التاريخ وأوهام المستقبل، وذلك حتى نصون الدين، والعمل على بناء دولة المواطنة لابد أن نربي ونعلم، وننمي الوظائف الاخلاقية والقيمية للدين إلى ممارسات وواقع ملموس. وأشار مفتي جمهورية لبنان أن علماء الدين معنيون بصون حرايات العيش، وتحقيق الامن والاستقرار للمواطنين، مؤكدًا ضرورة ان يكون هناك نشاط ونضال من جانب فئات المثقفين والسياسيين وأهل العلم والدين، والقوى الشابة، لتحقيق الأهداف الوطنية. ويشارك في المؤتمر وفود أكثر من 50 دولة، وسط حضور واهتمام عربى ودولى كبير، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية. كما يشارك فى هذا المؤتمر البابا تواضروس الثانى ورؤساء الكنائس الشرقية وعلماءُ ورجالُ دين ومُفكِّرون ومُثقَّفون وأهلُ رأى ومعرفةٍ وخِبرةٍ من المسلمين والمسيحيِّين، ووُجَهاؤُهم وشَخصياتُهم المدَنيَّةُ؛ وذلك للتداوُل فى قضايا المواطنةِ والحريَّاتِ والتنوُّعِ الاجتماعى والثقافى. ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر، الذى ينعقد فى الفترة من 28 فبراير:1 مارس 2017، "إعلانِ الأزهرِ للعَيْشِ الإسلامى المسيحى المشترَكِ"، الذى يَقتَضِى العيشَ سويًّا فى ظلِّ المواطَنة والحريَّة والمشارَكة والتنوع وهى الرسالةُ التى يُوجِّهُها الأزهرُ ومجلس حكماءُ المسلمين، ورؤساء الكنائس الشرقية وكذلك عُلَماءُ الدِّين ورجالُه، وأهلُ الرأى والخِبرةِ والمسئوليَّةِ إلى كافة الشُّعوبِ وصُنَّاع القَرار فيها.