استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، "بوريس جونسون"، وزير خارجية المملكة المتحدة، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، بالإضافة إلى سفير المملكة المتحدة بالقاهرة. وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بوزير الخارجية البريطاني في زيارته الرسمية الأولى لمصر، معربًا عن تطلع مصر لتحقيق نقلة نوعية في العلاقات بين الدولتين على كافة المستويات، وخاصة تعزيز التعاون الاقتصادي، وزيادة استثمارات الشركات البريطانية في مصر. وفي هذا الإطار قام الرئيس باستعراض خطوات برنامج الإصلاح الاقتصادي الجاري تنفيذه، مشيرًا إلى ترحيب مصر بالدعم الذي قدمته بريطانيا لمصر في التوصل للاتفاق مع صندوق النقد الدولي. كما أكد الرئيس حرص مصر على تعزيز التعاون مع بريطانيا في مجالات مختلفة وخاصة التعليم سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي، فضلًا عن تشجيع الاستثمارات البريطانية القائمة في مصر والتطلع لزيادتها وتوسيع أنشطتها خلال المرحلة المقبلة، لاسيما في محور تنمية قناة السويس. من جانبه أعرب وزير خارجية المملكة المتحدة عن تقديره لما يربط مصر والمملكة المتحدة من علاقات طويلة ومتميزة، مشيرًا إلى تطلع بريطانيا لدفع علاقات التعاون بين الدولتين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب، ومؤكدًا تقدير بلاده للقرارات الشجاعة التي اتخذتها مصر في مجال الإصلاح الاقتصادي وما تتحمله من تبعات وتحديات في هذا الشأن. وأشار وزير الخارجية البريطاني إلى تطلع بلاده لتطوير علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر بقوة، مشيرًا إلى أن بريطانيا باعتبارها أحد أكبر الدول ذات الاستثمارات في مصر حريصة على دعم الاستقرار والتنمية في مصر، ومنوهًا في هذا الإطار إلى تقدير بريطانيا للتعاون المثمر مع الأجهزة المصرية المعنية بأمن المطارات، وحرص الجانبين على مواصلة العمل من أجل استئناف رحلات الطيران البريطانية إلى شرم الشيخ. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق كذلك إلى مناقشة سبل تعزيز التنسيق بين البلدين حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الإرهاب، حيث أكد السيد الرئيس أن مواجهة الإرهاب تستلزم استراتيجية دولية شاملة، لا تقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية، وإنما تمتد لتشمل العمل على هدم الأسس الفكرية التي يستند إليها الفكر الإرهابي، وذلك من خلال تطوير وتحديث التعليم، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الديني لتعزيز القيم السمحة للأديان، وبحيث يتم ترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح، مؤكدًا أن تحقيق النصر في المعركة في الإرهاب يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي على كافة المستويات والتعامل مع كافة الجماعات الإرهابية وفق معيار واحد يستهدف تجفيف منابع تمويلها وإيقاف إمدادها بالسلاح والمقاتلين. وفي هذا الإطار أشار وزير الخارجية البريطاني إلى الأهمية الاستراتيجية التي تتميز بها مصر ودورها القيادي في المنطقة، مؤكدًا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين بما يتواءم مع طبيعة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم. وأكد الوزير جونسون دعم بريطانيا الكامل لمصر في جهودها لمواجهة وحصار الإرهاب الذي يمثل تهديدًا عالميًا يتعين القضاء عليه، مشيرًا إلى أن بلاده تثمن كذلك الجهود التي تقوم بها مصر لتسوية الأزمات القائمة في الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة الليبية، بهدف ترسيخ الاستقرار وتوفير المناخ اللازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر السفير علاء يوسف أنه تم خلال اللقاء كذلك بحث التطورات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية، والأوضاع في ليبيا واليمن، فضلًا عن آفاق الدفع قدمًا بعملية السلام، وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أكد الرئيس ضرورة استعادة الاستقرار بالمنطقة، والحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها من أجل الحفاظ على وحدة أراضيها وصيانة مقدرات شعوبها، فضلًا عن سد الفراغ الذي تقوم باستغلاله الجماعات الإرهابية في التمدد والانتشار.