* السيسي يزور كينيا وأجندة مباحثات بين البلدين.. * تطور ملحوظ في العلاقات المصرية الكينية * تبادل تجاري وتعاون اقتصادي موسع بين البلدين تعد العلاقات بين مصر وكينيا تاريخية وثقتها الأحداث والارتباط بوجود الدولتين ضمن خط "حوض النيل"، كما تتميز العلاقات المصرية الكينية منذ نشأتها بالود وحسن التعاون، حيث تحرص مصر دائما على تقديم الدعم والمساعدة للشعب الكيني، وشهدت العلاقات المصرية الكينية في الفترة الأخيرة تطورا إيجابيا وتنام ملحوظ على جميع الأصعدة سواء سياسيا أو اقتصاديا، وتترجم زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى كينيا سعى مصر الدائم للتواجد في القارة السمراء، خاصة مع شركائها من دول أفريقيا. العلاقات السياسية بدأت العلاقات بين البلدين منذ فترة ما قبل الاستقلال الكيني، حيث قامت مصر خلال عهد الرئيس جمال عبد الناصر بمساندة حركة الماو ماو الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الإنجليزي لكينيا، حيث كانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم فى داخل كينيا. وخلال العقد الماضي، استمرت مصر فى سياستها لدعم كينيا، حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة فى وقت الأزمات وفى مواجهة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات، وذلك من خلال تقديم المعونات الغذائية والطبية والفنية للشعب الكيني، كما تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحيلية باسم "صوت أفريقيا" - وهى أول إذاعة باللغة السواحيلية تصدر من أفريقيا- لدعم الشعب الكيني فى نضاله لتحرير بلده. العلاقات الاقتصادية تشهد العلاقات التجارية بين مصر وكينيا تطورا إيجابيا نتيجة عضوية البلدين فى تجمع الكوميسا، بالإضافة إلى توجه مصر الأفريقي لتغطية احتياجاتها من المنتجات والسلع من الدول الأفريقية، وعلى رأسها دول الكوميسا، وذلك ليس بحثا عن التكلفة الأقل، ولكن إيمانا بأهمية التعاون بين دول القارة بما يعود بالنفع على شعوبها، وإيمانا بأهمية تكتل الكوميسا كشريك تجارى مهم لمصر وبصفة خاصة كينيا ولما تقوم به الدولتان من دور ريادي يجعل التكتل منافسا للتكتلات الإقليمية الأخرى. وتعَد كينيا الشريك التجاري الأول لمصر في تجمع الكوميسا وشهد عام 2010 ارتفاع الصادرات المصرية إلى كينيا، وذلك بعد الانخفاض الحاد الذي شهده التبادل التجاري المصري الكيني خلال عام 2009، حيث بلغ إجمالي الصادرات المصرية إلى كينيا في 2010 حوالي 232,35 مليون دولار مقارنة ب 120 مليونًا خلال عام 2009. كما زادت الواردات المصرية من كينيا بصورة ملحوظة خلال العام نفسه، حيث ارتفعت من 149 مليون دولار بنهاية ديسمبر 2009 إلى 228.66 مليونًا بنهاية عام 2010، وأدى الارتفاع النسبي الكبير في الصادرات المصرية إلى كينيا خلال عام 2010 إلى تحول الميزان التجاري بين البلدين إلى فائض لصالح مصر قدره 3.69 مليون دولار، بعد أن سجل منذ عام 2007 فائضًا لصالح كينيا بلغت ذروته في عام 2008 ليصل في ذلك العام إلى 65.9 مليون دولار. تنوعت الصادرات المصرية إلى كينيا خلال عام 2010 لتشمل: السكر والمنتجات الورقية والمنظفات والأجهزة والمعدات الكهربائية والمنتجات البترولية، أما بالنسبة للواردات المصرية من كينيا خلال عام 2010، فقد استمر الشاي على رأس القائمة بالإضافة إلى منتجات التبغ والألومنيوم. يتواجد القطاع الخاص المصري بكثافة في السوق الكينية في العديد من المجالات، منها معدات الإنشاءات الثقيلة والمولدات الكهربائية. تجدر الإشارة إلى أن الشاي هو أهم الواردات المصرية من كينيا، حيث يشكل أكثر من 95% منها، كما تجدر الإشارة إلى أن التحسن فى نفاذ المنتجات المصرية إلى السوق الكينية يرجع إلى عضوية مصر وكينيا فى الكوميسا وإلغاء الرسوم الجمركية على الواردات المصرية إلى كينيا (ما عدا السكر)، وتوجه العديد من الشركات الكينية والمصرية إلى الاستفادة من هذا العامل الإيجابي. أهم الصادرات المصرية إلى كينيا السكر والمولاس منتجات الحديد والصلب إطارات وبطاريات السيارات المنتجات الورقية -الكيماويات والمنظفات الصناعية كابلات وموصلات المحولات الكهربائية الأدوية المعدات الهندسية مواد العزل- الأرز أجهزة منزلية الموكيت والسجاد زيوت بترولية شمع البرافين- أجهزة تكييف- مفروشات- سنترالات- لدائن صناعية ودهانات- السيراميك دقيق شيكولاته وحلويات- عصائر ومربات- أدوات صحية- أجهزة تلفزيون- أسمنت- صابون- أسمدة. أهم الواردات المصرية من كينيا الشاى التبغ إطارات السيارات السيزال مواد كيماوية زيوت مؤخرا: الفواكه والخضراوات الطازجة زهور القطف الزهور المجففة بعض بنود أحبار الطباعة. التبادل التجاري بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين فى عام 2008 حوالي 378.3 مليون دولار ، وتشير البيانات التجارية الكينية إلى أن الصادرات المصرية إلى كينيا بلغت 156.2 مليون دولار، بينما بلغت الواردات المصرية من كينيا 222.1 مليون دولار، أى 65.9 مليون دولار لصالح كينيا. ونتجت الزيادة غير المسبوقة فى قيمة صادرات كينيا إلى مصر فى عام 2008، عن زيادة حجم وقيمة صادراتها من الشاي إلى مصر التى تعد المستورد الأول للشاي الكيني. فى ديسمبر 2010، وقعت مصر وكينيا اتفاقية فى مجال الزراعة واستيراد اللحوم، وأكد البلدان على ضرورة العمل على استقرار الصومال وإعادة السلام والوئام إلى شعبه، كما اتفقت مصر وكينيا على بحث إنشاء "غرفة تجارية مصرية كينية مشتركة" تتولى التنسيق بين رجال الأعمال فى الجانبين وتوفير المعلومات اللازمة لهما من أجل التعرف على الفرص المتاحة لزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى. فى 29 ديسمبر 2010، عقد منتدى الأعمال المصرى الكينى برئاسة كالونزو ماسيوكا، نائب رئيس جمهورية كينيا، ووفد كبير من المسئولين ورجال الأعمال الكينيين لبحث آفاق تنمية التبادل التجارى والفرص الاستثمارية والتجارية المتاحة في كلا البلدين، وأكدت كينيا خلال المنتدى أن بلادها تفتح ذراعيها دائما لرجال الأعمال المصريين وتقدم امتيازات عديدة للمستثمرين، وتتطلع إلى المزيد من المساهمات المصرية فى المشروعات الاقتصادية فى كينيا.