حضرت اليوم، الثلاثاء، السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعًا تشاوريًا حول مبادرة "تعزيز القيم والأخلاق" بمقر مشيخة الأزهر، بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، وعدد من القيادات الكنسية وعلماء الأزهر الشريف، ووزيري التعليم والهجرة وإعلاميين، منهم مكرم محمد أحمد، ورئيسي تحرير المصري اليوم والجمهورية، وفاروق جويدة وسناء منصور، وعدد من أساتذة الجامعات والإعلاميين والفنانين؛ للتشاور حول دور الأزهر والكنيسة في نشر الأخلاق والمحافظة على النسيج الوطني. وأوضح شيخ الأزهر، أن الجلسة التشاورية تعد خطوة أولى لتحقيق فكرة بينه وبين قداسة البابا ليعيش الشعب في أمان واستقرار، وكذلك جاءت دعوة هذه النخبة لتلمس الحلول لبعث القيم لمصر وشعبها، مضيفًا أن هؤلاء الخبراء والمسئولين من واجبهم القيام بدورهم ليسجل التاريخ في دفاتره أننا قمنا بواجبنا. وتابع: أن الشعب صمد أمام التحديات والمؤامرات على مر التاريخ، مضيفًا أن مصر بلد كُتب للبقاء والخلود رغم الحروب الفكرية لتركيع المصريين؛ لأن الشعب صلب المعدن فولاذي التكوين، وصمود المصريين واضح برغم الأمية ومحطات تزييف الوعي وأزمة التعليم والدواء إنما في القيم الحضارية والتاريخية. وقال البابا تواضروس الثاني، إن موقف الكنيسة المصرية من وحدة الصف المصري واضح، متابعًا "أن نصلي في وطن بلا كنائس خير من أن نصلي في كنائس بلا وطن". وأضاف أن هدفنا إصلاح ما فقدناه من القيم، عبر خمس محطات تؤثر في القيم وهي الأسرة، المدرسة، المسجد أو الكنيسة، الأصدقاء، الإعلام. وأضاف البابا تواضروس الثاني، أن الثروات الحقيقية في فصول الدراسة، وليست في باطن الأرض، موضحًا أن البداية الحقيقية لنهضة الأمم تكمن في الاهتمام بالأطفال ثم احترام المرأة؛ فالمرأة نصف المجتمع وهي المسئولة عن التربية وهي صانعة الرجال، فضلًا عن احترام الرموز في الإعلام، مضيفًا أن اتجاه الأعمال الفنية والثقافية فقط للمال إفساد للقيم وإضرار للمجتمع، ما يجعل التكاتف ضروريًا بين الجميع. وأشارت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة، إلى أنها فخورة بدعوة الأزهر لحضور اجتماع تشاوري لمبادرة "تعزيز الأخلاق واستعادة القيم والتماسك المجتمعي"، مضيفة أن المؤسسات الدينية لها دور رائد في تعزيز هذه القيم والمفاهيم. وذكرت الوزيرة أن مواجهة الانحدار الأخلاقي أصبحت ضرورة وليست رفاهية بعد أن وصلت الأخلاق لمستويات غير مسبوقة في الحوار بدءًا من الأفراد مرورًا ببعض المؤسسات والشخصيات العامة. وقالت "مكرم"، في كلمتها، إن مشاركتها تأتي في إطار تقديرها الدائم لدور المؤسسات الدينية الأزهر الشريف والكنيسة، ووجهت الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الذي يقود توجها بناء لوضع رؤية واضحة لاستعادة القيم السامية التي تنطلق من تعاليم الأديان السماوية، في ظل تأثرها بالثقافات الوافدة، فضلًا عن دعم التماسك المجتمعي ودعم الهوية الوطنية ونشر ثقافة المواطنة. وتابعت: أن شبابنا مستهدف وفريسة سهلة لأفكار هدامة ومغلوطة، مضيفة أن دورنا التنوير والتثقيف وعرض الحقائق؛ فهي السبيل للمعرفة، وهذا ما تقوم به الوزارة من اهتمام بالمصريين بالخارج والمشاركة في الفعاليات الثقافية المتعلقة بهم، وآخرها المشاركة في مؤتمر "أولادنا" لذوي الاحتياجات الخاصة. وأوضحت وزيرة الهجرة، أن الوزارة تدعم هذا التوجه في دعم التماسك المجتمعي بدعوتها لأبناء الجيلين الثاني والثالث من أبناء المصرييين بالخارج لزيارة مصر والتعرف على تاريخها وحضارتها وأخلاق شعبها، علاوة على عقدها لمبادرات للم شمل المصريين انطلاقًا من قيمنا وتراثنا الحضاري الذي يبرز وحدة الصف المصري ووقوفه حائلًا أمام أي مخطط للنيل من الوطن. وأشارت إلى أنها تحرص على أن يزور أبناء المصريين بالخارج الأزهر الشريف والكنيسة؛ للتعرف علي مؤسساتنا الدينية التي نعتز ونفخر بها وتعد نبراسا للتدين والاخلاق وقبلة للعالم أجمع. وفي ختام كلمتها أوضحت وزيرة الهجرة أنه يجب علينا أن ننزل جميعا للأماكن الأكثر فقرًا بالصعيد والأكثر تشددًا، متابعة أن بالفن والثقافة بمقدورها مواجهة الأفكار الهدامة عبر شباب مستنير يقوم بدور حقيقي.