بين تكريم الإنجاز القاري وتهميش الإنجاز العالمي

حسنًا فعل رئيس الجمهورية ، وخيرًا سيفعل البرلمان المصري باستقبال وتكريم المنتخب المصري لكرة القدم الفائز بفضية كأس الأمم الإفريقية ،بعد أداء مشرف ونتائج رائعة للفريق الذي نجح في تحقيق انتصارات مدوية علي منتخبات أفريقية عريقة مثل غانا والمغرب ومنتخب بوركينافاسو العنيد ، ولولا الهدف الثاني المشكوك في صحته للكاميرون في المبارة النهائية لكان لمصير البطولة شأن آخر.
ومع تزامن انعقاد فعاليات البطولة كان المنتخب المصري لكرة اليد يحقق انتصارات أخري مدوية علي ملاعب الصالات المغطاة بفرنسا ،في إطار فعاليات بطولة العالم لكرة اليد،انتصارات ذات نكهة عالمية قادت الفريق للوصول لدور ال16 والحصول علي المركز الثاني عشر عالميًا ، بعد إقصاء فرق عريقة في اللعبة مثل قطر وصيف كأس العالم 2013 و الأرجنتين والبحرين.
لم يحظ منتخب اليد بثمة تكريم يضاهي ما ناله فريق الكرة ، علي الرغم من كون الإنجاز عالميًا للفريق الذي حصد البطولة الإفريقية في اللعبة العام الماضي ، وعلي الرغم من الإمكانات المتواضعة للمنتخب الذي يقوده جهاز فني وإداري مصري لايحمّل الدولة واحد علي مائة مما يتكلفه فريق الكرة من نفقات ، كما لم تحرص الدولة علي إرسال مشجعين مصريين لمؤازرة الفريق في مباراة كرواتيا بالدور ربع النهائي ببطولة العالم مثلما فعلت مع فريق كرة القدم في بطولة قارية.
فهل اقترفت منظومة كرة اليد المصرية ذنبا باعتيادها علي حصد البطولات الأفريقية والوصول المتتالي لنهائيات بطولات العالم ، و تمثيل مصر في دورات الألعاب الأوليمبية ، ومن ثم صارت نتائجهم وإنجازاتهم العالمية أمرًا لا يستحق التكريم والتقدير ؟ ، أم أن منظومة الرياضة المصرية ويأتي في مقدمتها وزارة الشباب والرياضة تكيل بمكيال الوزن النسبي لمدي شعبية اللعبة الرياضية كي تقرر ما إذا كانت تستحق التكريم أم لا؟.
ستظل الرياضة المصرية غارقة في المحلية ما دام هذا التفكير غير العميق ، وستظل المواهب في شتي مجالات الحياة رياضية أو علمية أو فنية مدفونة ومهمّشة ما دامت هذه الرؤية قصيرة المدي ، فلنرفع قبعات الإشادة والتقدير المعنوي لفريق اليد المصري ، ولنبدأ من الآن حشد أوجه الدعم خلف هذا المنتخب الواعد.