* ترامب في مأزق حقيقي للقضاء على داعش * ترامب يلوح بالمفاوضات بين الأكراد وتركيا لكن ليس سهلا * الأكراد يضغطون على ترامب من أجل منطقة حكم مستقلة * تركيا تريد وقف دعم الأكراد والاعتماد على تحالف عربي لهزيمة داعش في الوقت الذي يلوح الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، بضرورة القضاء سريعا على تنظيم داعش، إلا أنه سوف يصطدم بمأزق حقيقي إذا ما قرر فعليا خوض هذه المعركة ضد التنظيم. وفي تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أوضحت أن ترامب يواجه مأزقا كبيرا في معركته ضد تنظيم داعش، هذا المأزق يأتي من كيفية التعامل مع الأزمة التركية الكردية، متسائلة، إلى أي الطرفين سينحاز ترامب. الأكراد أم تركيا لهزيمة داعش؟ وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يحشد ترامب لهذه المعركة، فإن عليه أن يحاول التقريب بين الأتراك والأكراد لأول مرة بعد أعوام من الصراع، من أجل قتال تنظيم داعش، مشيرة إلى أن الحقائق على الأرض ربما تجبر ترامب على اتخاذ مسار مختلف. وأضافت أنه خلال حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في يوليو الماضي، قال ترامب، معلقا على الحرب في سوريا ومشروعه ضد داعش، في حوار: "أنا أشجع كثيرا الأكراد، وفي نفس الوقت، أعتقد أننا لدينا علاقات ناجحة نسبيا مع تركيا، وسيكون من الرائع كثيرا أن يتم إجلاسهما معا". وحينما تم توجيه سؤال له عن كيفية إجراء ذلك، رد ترامب: "بالاجتماعات، سنقيم اجتماعات مبكرة معهما"، دون إعطاء المزيد من التفاصيل. الأكراد يضغطون لمنطقة حكم مستقلة لكن مع انتهاء الأسبوع الثالث من توليه منصبه، لم يتمكن ترامب حتى الآن من البدء في استراتيجيته، الأمر الذي سيضعه بين خيارين صعبين، بين الكرد وتركيا، ففي شمال شرق سوريا، تتقدم القوات الكردية بثبات تجاه الرقة، عاصمة داعش منذ 2013، بدعم من الضربات الجوية والاستخبارات الأمريكية. غير أن هذا التقدم يفزع الحكومة التركية القلقة من مشكلتها الداخلية مع الأكراد في جنوب البلاد. تلفت الصحيفة إلى أن تركيا تكن كرها كبيرا للقوات الكردية المتمثلة في "قوات سوريا الديمقراطية"، و"وحدات الحماية الشعبية"، كما أنها كانت تلوم على أوباما دعم هذه االقوات. الأمر أصبح صعبا، لاسيما مع زيارة وفد من قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي إلى واشنطن من أجل إقناع الإدارة الجديدة بتبني خطة لمنطقة حكم ذاتي في شمال سوريا. وخلال الزيارة، قال الوفد في تصريحات لصحيفة "هآرتس": "رسالتنا للرئيس ترامب هي أنه يحتاج دعم الشعب الذي يقاتل في الوقت الحالي ضد داعش على الأرض في سوريا، ونحن لا نتوقع دعما عسكريا فقط، ولكن دعم سياسي أيضا، لقد جاء الوقت للولايات المتحدة لتبدأ التفكير حول اليوم الذي سنهزم فيه داعش". وتابع الوفد: "الخطة الأفضل هي فدرلة سوريا، لتضم مناطق حكم ذاتي ديمقراطية وشعبية وحرة، في المناطق التي تقاتل فيها قواتنا داعش". تركيا غاضبة تلفت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حاول إقناع إدارة أوباما بخفض دعمه لقوات سوريا الديمقراطية وعرض عليه عكس ذلك تحالف يقوده العرب ضد داعش، مدعوم من تركيا، ويبدو مرجحا أن يقدم أردوغان نفس العرض للإدارة الجديدة. وبحسب الباحث السياسي، أرون ستين، فإن فكرة المفاوضات بين الأكراد وتركيا سوف تأخذ أعواما ولن تكون مجدية كثيرا، وهذا ليس في مصلحة الولاياتالمتحدة.