أنور عبد اللطيف في حواره ل"صدى البلد": "هيكل" كان مهموما بانتماء الشباب لوطنهم.. ويثق في قدرة الجيش على دحر الإرهاب في سيناء.. وجماعات الإسلام السياسي حرقت 18 ألف مخطوط داخل منزله.. فيديو وصور

* "أوراق هيكل.. الوصايا الأخيرة" يرصد رؤى الأستاذ في قضايا المجتمع المصري
* الكتاب يشمل حوارت للأستاذ غير رسمية مع الزعيم جمال عبد الناصر
* هيكل كان يرى أن الإعلام يحتاج إلى ثورة.. والأهرام قادر على قيادتها
أكد أنور عبد اللطيف، الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام، أن كتابه الأخير "أوراق هيكل.. الوصايا الأخيرة" يرصد رؤى للأستاذ في كافة قضايا المجتمع المصري، مشيرا إلى أن هيكل كان مهموما بقضايا انتماء الشباب لوطنهم، وكانت لديه ثقة عمياء في قدرة الجيش على محاربة الإرهاب في سيناء، موضحا انه كان مستهدفا من جماعات الإسلام السياسي في مصر.. والى نص الحوار:
عنوان الكتاب "أوراق هيكل.. الوصايا الأخيرة"، لماذا هذا العنوان بالتحديد؟
هذا العنوان تبادر الى ذهني بعد آخر لقاء جمعني بالأستاذ هيكل في ديسمبر 2015، وشملت هذه الجلسة حديثه عن كافة القضايا داخل المجتمع المصري، وكانت وصاياه لي ليست مرتبطة بالأسرة والعائلة، وإنما كان مهموما بقضايا الوطن، فكان واسع الاطلاع عميق الخبرة ولديه رؤية للمستقبل، وبالتالي كانت أي كلمة يتفوه بها بمثابة نصيحة على المجتمع العمل بها.
ما هي آخر وصايا الأستاذ هيكل قبل رحيله؟
كانت بين الوصايا واهمها على الاطلاق، خلال هذه الجلسة، هو ضرورة حفاظ الشباب على صلتهم بوطنهم، سواء كان يعيش داخل الوطن او خارجه، ومهما كان رأيه في وطنه متفق معه أو مختلف، فالاختلاف ليس يعني القطيعة مع الوطن، لأن الوطن يحتاج الى كل سواعد أبنائه خاصة الشباب.
ما هي أهم قضية شغلت هيكل في الفترة الأخيرة؟
كانت هناك العديد من القضايا شغلت بال الأستاذ هيكل في الفترة الاخيرة، ولكن كان على رأسها قضية الشباب، فكان دائم السؤال عنهم، والحديث عن أحوالهم، وكانت قضية الوضع السياسي في مصر ايضا والعمليات الإرهابية ضربت مصر وبالتحديد سيناء في عام 2015 القضايا التي شغلت الاستاذ هيكل.
ماذا عن رأيه في العمليات الإرهابية في ذلك التوقيت؟
هو كان مؤمن جدا بأهمية وقدرة القوات المسلحة المصرية في حفظ الأمن والتوازن والاستقرار في سيناء، وكان لديه ثقة مفرطة في قدرة الجيش على التصدي لهذه العمليات الإرهابية، خاصة وان هناك نوع من الإرهاب لاي يمكن مواجهته الا بالقوة وفرض السيطرة على كل أراضي الوطن.
هل كان لدى هيكل وصية خاصة لكيفية مواجهة الإرهاب؟
هو كان مؤمن بقضية الأمن القومي المصري، وكان يرى أن الأمن القومي في مصر لا بد ان يكون واضح لكل مؤسسات الدولة، الإعلامية والسياسية والعسكرية، في كل ما يتخذونه من قرارات وما يجري على أرض الواقع، وكان ما يجري في قلب الأمن القومي في تلك الفترة الإرهاب وما يجري في سيناء، وهو كان على وعي كامل بوجود قوى في مصر أهمها زعزعة الاستقرار، وايقاعه في دوامة من الفتن والأزمات.
الاستاذ هيكل كان معروفا أن علاقته قوية بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، هل الكتاب تطرق إلى رؤية مختلفة حول هذه العلاقة؟
نعم، هيكل تناول الزعيم عبد الناصر في كثير من كتبه، منها محاضرة نادرة ألقاها في باريس عن حاضر العرب ومستقبلهم، وتناول فيها هيكل حياة الزعيم عبد الناصر على انه حلقة من حلقات النهوض في مصر التي بدأت بعصر محمد على التي حاول الكثير قتل هذه النهضة بداية من العدوان الثلاثي، وفي عام 1962 بإفشال الوحدة مع سوريا، ثم اخرها النكسة عام 1967، كما أن الكتاب يتناول حوارات غير رسمية لهيكل مع عبد الناصر أنا أتحمل مسئوليتها كاملة.
في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ثورة يناير، لماذا تعرض هيكل لهجوم شديد من البعض ؟
هيكل كان هدف دائم لكل أعداء الوطن سواء التيارات الدينية المتطرفة، أو عملاء التمويل الأجنبي، والدليل على هذه العداوة، ان منزله بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، تعرض لهجوم شرس جدا من التيارات الدينية، واحرقوا كل محتوياته على مدار 3 ايام متواصله، واحترقت وقتها كتب ومذكرات نادرة، ووصل عددها الى 18 ألف مخطوط، فهو كان هدف دائم للخصوم الذين يريدون دفن كل ما في منزله من آثار وقيم فنية وثقافية.
لماذا استهدفت جماعات الإسلام السياسي في مصر هيكل؟
لانه كان يحبط مشروع الدولة الدينية لجماعة الإخوان المسلمين، وبعد فوز الإخوان بالسلطة عام 2012 سألته عن رأيه، فأجاب أنهم خطفوا الفرصة ولم ينتظروا حتى تاتي إليهم، ومن لا يقرأ التاريخ يرسب في الامتحان، فكانت اجابته تحمل شبه نبوءة بأن الإخوان لم يستمروا في الحكم أكثر من عام.
بعيدا على تفاصيل الكتاب والوضع السياسي، كيف كان يرى هيكل حال الإعلام في مصر في الفترة الأخيرة؟
كان يري أن الإعلام أمامه تحديات كبيرة ويحتاج الى نهضة كبرى وثورة، وكان يرى أن الاهرام مؤهل لقيادة هذه الثورة بحكم موقعه وحجمه وتأثيره في الصحافة المصرية، ويرى أنه نموذجا للصحافة المصرية، إذا نهض، نهضت الصحافة المصرية، وإذا تعرض الى انهيار ستنهار الصحافة المصرية.