أعرب شريف شاهين، سفير مصر في باكستان، عن رغبة القاهرة في الانضمام إلى الممر الاقتصادي بين الصينوباكستان. ووفقا لبيان صحفي، نشره موقع "إنديان إكسبريس" الباكستاني، قال إن السفير المصري زار رئيس الجمعية الوطنية الباكستانية، ساردار آياز صادق، في مبنى البرلمان، الخميس الماضي، وعرض مقترح القاهرة برغبتها في الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الصينيةالباكستانية "سي بي إيه سي". وينشر "صدى البلد" بعض الفاصيل عن الممر. دشنت باكستان الأحد 13 نوفمبر الماضى خطا تجاريا جديدا يربط ميناءها الجنوبي "جوادر" بمدينة كاشجار الصينية في محافظة شينجيانج في شمال غرب الصين، ضمن مشروع اقتصادي طموح للصين في المنطقة يدعى "الممر الاقتصادي الصينيالباكستانى". وغادرت أول سفينة تجارية صينية الميناء محملة ب 150 حاوية بعد رحلة طويلة استمرت ل15 يوما قطعت مسافة 3 آلاف كيلومتر قادمة من محافظة شينجيانج شمال غربي الصين. ويشمل إنشاء الممر الاقتصادى ثلاث مراحل وبتكلفة 46 مليار دولار، وهو عبارة عن ترابط واسع في مجالات الطرقات والطاقة والاتصالات، وتعول باكستان كثيرًا عليه لدفع عجلة اقتصادها، خصوصًا في محافظة بلوشستان الفقيرة وغير المستقرة والتى يتواجد بها الميناء. وحضر افتتاح الميناء وقتها كل من رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، ورئيس الهيئة المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية رحيل شريف، إضافة لحضور وزراء وسفراء من 15 بلدا. وأكد نواز شريف أن تدشين الممر يعتبر بداية الازدهار التجاري المشترك بين باكستانوالصين، واصفًا المشروع بأنه أداة لتغيير قواعد اللعبة بالنسبة للمنطقة بأسرها، وقال إن بلاده سخرت هذا الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنافع الاقتصادية. وتراهن باكستان على رفع نسبة النمو الاقتصادي في البلاد إلى 5.7% بعدما أنهت السنة المالية الأخيرة فى يونيو على نمو بنسبة 4.7%. وذكر نواز أيضًا أن باكستان تقع عند تقاطع لثلاث محركات نمو في آسيا هي؛ جنوب آسيا والصين وآسيا الوسطى، وسيساعد الممر الاقتصادي في دمج هذه المناطق لتصبح منطقة اقتصادية وتقديم فرص كبيرة لشعوب المنطقة والمستثمرين من جميع أنحاء العالم. وأشار السفير الصيني لدى إسلام أباد إلى أن دخول المشروع حيز التنفيذ يشكل حجر الأساس للتعاون المستقبلي المثمر والمنافع المتبادلة بين الشريكين الاستراتيجيين الصينوباكستان. يقع الميناء على بحر العرب في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان وبالقرب من مضيق هرمز، حيث تمر ثلث التجارة النفطية البحرية العالمية، وتكمن أهمية الميناء الاستراتيجية كونه أقرب من شينجيانج عن الموانئ الرئيسية في شرق الصين، وسيوفر الوقت والمال على الرحلات التجارية. كما يعد موقع الميناء استراتيجيا ومهما بين جنوب ووسط آسيا والشرق الأوسط، ويمثل جزءا مهما من طريق الحرير القديم الذى يربط الصين مع أوروبا وآسيا وأفريقيا، ويربط غربي الصين ببحر العرب الذى يعتبر نقطة عبور استراتيجية تسمح للصادرات الصينية بالوصول بسرعة أكبر إلى أسواق الشرق الأوسط الكبيرة. ومن المتوقع أن تستثمر الصين 1.62 مليار دولار في مشروع جوادر بما فيها بناء طريق سريع شرقي يربط الميناء مع خط الساحل ومطار وكاسر أمواج و9 مشاريع أخرى من المقرر أن تنتهي في غضون 3 – 5 سنوات مقبلة. وأشار معهد ستراتفور الأمريكي للدراسات الاستخباراتية في وقت سابق، إلى أن ميناء جوادر أنشئ أصلا بالتعاون بين بكينوإسلام أباد، وتم افتتاحه رسميا عام 2007 على افتراض أن تتولى الصين عملية تشغيله، لكن الصين أبعدت الموضوع عن مجال اهتمامها بسبب الهند التي تخشى من احتمال تطويقها بالنفوذ العسكري والسياسي الصيني. يذكر أن الميناء كان خاضعا لسلطنة عمان منذ العام 1797 وحتى العام 1958، وفي عام 1955 تم عقد مفاوضات بين الجانب العماني والجانب الباكستاني تمخضت عنها عدة شروط لتنظيم العلاقة بين البلدين حول منطقة الميناء ومواردها. وذكر موقع منتدى شرق آسيا أن باكستان قامت بشراء منطقة الميناء من عمان في العام 1958 ولكن لم تبدأ العمل في الميناء حتى العام 2002. في 11 نوفمبر 2015، تم إبرام اتفاقية بين باكستانوالصين تمنح الأخيرة عقد إيجار لمدة 40 عامًا يشمل مئات الهكتارات لإنشاء منطقة حرة حول ميناء جوادر في المياه العميقة، وأبرمت الدولتان خلال زيارة أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ في باكستان العام الماضي ما مجموعه 51 اتفاقية تحت مظلة المشروع بغية زيادة التعاون على قضايا الطاقة والأمن والبنية التحتية.