* الكاتب والسيناريست وحيد حامد: * لغة التعامل في الشارع تغيرت للأسوأ.. وغاب الود بين الناس * الفكر المتطرف غزا المجتمع.. وأعداء الوطن أبادوا الثقافة الحقيقية للمصريين * لو خيروني بين حكم الإخوان والجيش سأختار المؤسسة العسكرية * "ليه مخرجتوش تعترضوا على نتائج انتخابات مجلس الشعب" * منظومة التعليم فاشلة.. والرأسماليون أفسدوا السينما قال الكاتب والسيناريست وحيد حامد، إننا "في مرحلة شديدة من المعاناة لا نتمناها، ولكن نأمل أن يكون حالنا أفضل بكثير مما نعيشه الآن، والتغيير إلى الأفضل الذي نسعى إليه يتوقف على الشعب في المقام الأول، والحكومة تأتي في المرحلة التالية". وأضاف "حامد"، خلال اللقاء الفكري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب: "إن حال المصريين تغير، فقد اختفى الود والحب بين أفراد الشعب وكذلك الانتماء للوطن، فهناك قطاع كبير يعتبر الوطن مكانا يعيش فيه بالإيجار، وغاب شعور الاهتمام بالوطن والدفاع عن حقوقه، بالإضافة إلى أن لغة التعامل في الشارع تغيرت للأسوأ بعدما كنا نتميز بالأدب والاحترام". وتابع: "المواطن البسيط هو الذي يملي إرادته على الحاكم، ولكن علينا في البداية أن نصلح من أنفسنا، فأنا أستطيع أن أغير ألف حكومة وألف رئيس، ولكن لا أستطيع أن أغير شعبا كاملا". وأكد حامد أن الفكر المتطرف غزا المجتمع المصري الآن وهذه حقيقة لابد من الاعتراف بها، مشيرا إلى أن أعداء الوطن الحقيقيين هم من أبادوا الثقافة الحقيقية المستمدة من تاريخنا وعاداتنا وتقاليدنا. ولفت إلى أنه "لابد من العودة إلى عادات الشعب المصري الأصيل التي لا تكفر أحدا أو تشوه أحدا، فنحن عشنا فترة تم تشويه العقاد وطه حسين، بالرغم من أن هؤلاء من أعلام الأدب المصري". واستطرد: "بعدنا عن جذور الثقافة المصرية هو الذي فتح الطريق أمام ذرع الفكر المتطرف في المجتمع المصري"، مطالبا بعودة الروح المصرية إلى سابق عهدها ونشر الحب والوفاء والإخلاص، ونبذ الكره والتطرف من مجتمعنا المصري لنشر ثقافة التسامح بيننا مرة أخرى. في سياق آخر، قال السيناريست وحيد حامد إنه لن يستطيع صناعة أي عمل فني عن ثورة يناير لأن الحقائق لم تضح بعد، ومازال هناك العديد من الحقائق التي لا يعلم الشعب عنها شيئا. وأضاف "حامد": "لم ولن أنحاز لأي طرف من الأطراف السياسية في مصر، ولو خيروني بين حكم الإخوان وحكم الجيش سأختار حكم الجيش، لأن حكم الجيش وإن طال الزمن سيتغير، لكن الحكم الديني لن يتغير إذا تمكن من مقاليد السلطة في مصر". وكشف عن سر تحوله للكتابة الدرامية قائلا: "بدأت ككاتب قصة قصيرة، وكانت أول قصة نشرتها في مجلة "المجلة"، ولكن عندما ظهرت لي أول مجموعة قصصية لم تحظ بنقد أدبي واسع، وتعامل وقتها معها يوسف إدريس بفتور شديد ونصحني بالانتقال إلى مجال آخر ربما يكون أفضل، وهذا كان السبب الرئيسي الذي دفعني لتغيير مسار كتابتي وتحولها إلى الدراما". وأكد أن المواطن مطالب بأن يكون ندا للحكومة ولا يستسلم لها حتى تحقق ما يريده الشعب ولا يقع فريسة لها، فالمواطن هو الفاعل الأساسي في إصلاح المجتمع المصري، مشيرا إلى أنه لا يدعو للتغيير بالعنف والفوضى. وتابع: "مخرجتوش ليه تعترضوا على نتائج انتخابات مجلس الشعب اللي انتوا بتقولو عليها مزورة الآن؟". وأشار إلى الديمقراطية الحقيقية انتهت بانتهاء الملكية في مصر، لافتا إلى أن "الديمقراطية الحقيقية كانت موجودة وقت الملكية، ولكنها انتهت بمجرد ظهور الحزب الواحد". وأوضح أن المصري مازال ينتخب من يعطي له عائدا ماديا، ولم يستطع رفض هذه المنحة نتيجة الفقر والجهل الذي يعيش فيه معظم المصريين الآن. فيما أكد أن "التعليم في مصر قضية أساسية وجوهرية، والسكوت على تهميش العملية التعليمية يجب أن يجرم"، وقال: "الميزانية المرصودة الآن في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلد يمكن أن تبرئ الدولة من تهمة إهمال التعليم". ووصف "حامد" منظومة التعليم في مصر ب"الفاشلة"، والقائمين عليها ب"الفاشلين". وأشار إلى أن "وزارة الثقافة قديما كانت تتولى إنتاج الأفلام السينمائية، وكانت تساهم بشكل كبير في رفع الذوق العام للمصريين، لكن نرى الآن الرأسماليين أفسدوا السينما المصرية"، وقال: "عودة الدولة للسينما تزيدها ثقلا، والبعد عنها يؤدي إلى فسادها".