سلمت وزارة الآثار التقرير السنوي الذي أعدته إدارة المنظمات الدولية عن موقعي دير أبو مينا ومدينة منف وجبانتها، إلى مركز التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، لإطلاعه على ما قامت به الوزارة من إنجازات في هاتين المنطقتين على مدار عام كامل منذ اجتماع لجنة التراث العالمي في دورتها الأربعين بإسطنبول في يونيو الماضي. وأوضحت الدكتورة ياسمين الشاذلي، المشرف العام على إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافي وملفات التعاون الدولي بالوزارة، أن التقرير يتضمن جميع المشروعات القائمة بالموقعين، وكذلك أعمال الصيانة الدورية بهما بما يضمن حمايتهما. وتضمن التقرير أيضا توضيح أوجه التعاون المشترك بين وزارة الآثار ووزارتي الزراعة والري لإيجاد حلول لمعالجة مشكلة المياه الجوفية بموقع دير أبو مينا الأثري ورفع كفاءة الطلمبات لتخفيض منسوب المياه الجوفية بالموقع والعمل على إخراجه من قائمة التراث العالمي المعرض للخطر. أما عن موقع منف وجبانته، فقال محمد عبد الفتاح، مدير إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافي وملفات التعاون الدولي، إنه تم تقديم ما تم إنجازه من مشروعات بالموقع مثل مشروع تنمية منطقة سقارة والممول بمنحة من الوكالة الفرنسية للتنمية، وكذلك خطة الإدارة لميت رهينة، ومشروع تطوير منطقة الأهرامات، بالإضافة إلى أعمال الحفائر والتنقيب الأثري بموقع سقارة. يذكر أن موقع مدينة منف وجبانته سجل على قائمة التراث العالمي فى عام 1979م، ويضم بين جنباته مجموعة مهمة من الآثار، منها "أهرامات الجيزة"، بالإضافة إلى ثمانية وثلاثين هرما ممثلين في أهرامات الجيزة وأبو صير وأهرامات سقارة ودهشور، كما يوجد بها ما يزيد على تسعة آلاف مقبرة أثرية من مختلف العصور من الأسرة الأولى إلى الأسرة الثلاثين وممتدة إلى العصر اليوناني الروماني. أما موقع دير أبو مينا الأثري، فقد سُجل على قائمة التراث العالمي باليونسكو عام 1979 نظرًا لما له من قيمة عالمية استثنائية، حيث احتفظت به المدينة التى وجد بها قبر القديس الشهيد السكندرى مارمينا والذى دفن بها عام 296، وكانت المدينة أيضًا أحد مراكز الحج عند المسيحيين، كما زادت أهميتها أثناء الخلافة الإسلامية بسبب وقوعها على الطريق الذي يربط مصر بولايات الشمال الأفريقي، ما جعل منها استراحة للحجاج المسلمين أثناء ذهابهم وعودتهم من مكةالمكرمة، حيث كان الحجاج يستريحون فيها لعدة أيام ويتزودون بالمياه العذبة منها. وقد أدرج الموقع على قائمة التراث العالمي المعرض للخطر فى عام 2001 نظرًا لارتفاع منسوب المياه الجوفية فى الموقع، ما سبب للموقع والمباني الأثرية أضرارًا بالغة، وذلك نتيجة برنامج استصلاح الأراضي الزراعية القائم بالمنطقة، والذي يؤدى إلى ارتفاع منسوب المياه الجوفية، ما أدى إلى أن التربة الموجودة أصبحت سائلة، ما أدى إلى تهدم الخزانات نتيجة زيادة المياه وانهيار العديد من المباني الأثرية بالمدينة القديمة، ما يعرض المدينة بأكملها للدمار جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية، إلا أن وزارة الآثار تعمل على قدم وساق لدرء الخطورة عن الموقع وحمايته.