قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ، اليوم الجمعة إن بلاده تتبنى - من حيث المبدأ - سياسة عسكرية ذات طبيعة دفاعية. وتأتي هذه التصريحات ردا على الضجة المثارة حول الصين، منذ نشر موقع "واشنطن فرى بيكون" الإخباري الأمريكي أنباء حول قيامها مؤخرا باختبار لصاروخ (دونغ فنغ 5 سي) الباليستي العابر للقارات والقادر على حمل عشر رؤوس حربية وضرب أهداف متعددة، وهو الأمر الذي يعتقد محللون أمريكيون أنه يظهر أن بكين قامت بتوسيع ترسانتها من الرؤوس الحربية النووية. وردا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، الذي يقوم بزيارة لكوريا الجنوبية أكد خلالها اعتزام واشنطن وسيول مواصلة نشر منظومة ثاد الأمريكية الصاروخية الدفاعية المتقدمة على أراضي كوريا الجنوبية، حذر المتحدث الصيني من أن تلك الخطوة سوف تقوض المصالح الأمنية الاستراتيجية لدول المنطقة بما فيها الصين، وتخل بالتوازن الاستراتيجي الإقليمي، كما أنها لن تساعد بأي شكل من الأشكال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وحث الأطراف المعنية على وقف نشر صواريخ ثاد، والحد من القيام بالمزيد من الخطوات في الطريق الخاطئ. كما انتقد المتحدث الصيني المسار المتشدد الذي يبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة تتجه لاتخاذه حيال الصين، والذي يعكس ما أكد عليه منذ عدة اشهر مضت ستيف بانون، المستشار المقرب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أنه سيكون هناك حرب بين الصينوالولاياتالمتحدة في بحر الصين الجنوبي في السنوات الخمس أو العشر القادمة. وقال كانغ إن موقف بلاده بشأن قضية بحر الصين الجنوبي ثابت وواضح، مؤكدا سيادتها التي لا جدال فيها على الجزر والشعاب المرجانية في ذلك الممر المائي الإستراتيجي والمياه المتاخمة لها. كما شدد على عزم الصين حماية سيادتها وحقوقها البحرية ومصالحها الإقليمية في بحر الصين الجنوبي، مع التزامها بالحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي بالتعاون مع جيرانها في المنطقة، معربا عن أمله في أن تحترم البلدان غير الإقليمية المصالح والتطلعات المشتركة لدول المنطقة وتساعد في الحفاظ على بيئة سلمية ومستقرة وآمنة بها، لكون هذا يصب في مصلحة جميع الأطراف. وأكد أن هناك اتصالات وثيقة تجرى حاليا بين الصينوالولاياتالمتحدة، منوها بأهمية استمرار التواصل بين الجانبين للدفع بالعلاقات الثنائية إلى الأمام. كما حث على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة لما تعود به من نفع على البلدين وعلى نمو الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن الصين لا توجد لديها النية للدخول في حرب عملات مع الولاياتالمتحدة، لأن هذا الأمر لن يعود عليها بأي مكسب، معربا عن اعتقاده بأن أية خلافات اقتصادية أو تجارية بين البلدين يمكن حلها من خلال المشاورات الودية.