يحتفل السودان نهاية شهر مارس المقبل باختيار مدينة "سنَّار" السودانية عاصمة للثقافة الإسلامية في 2017 عن المنطقة العربية. وقال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري - في تصريحات لوكالة الأنباء الإسلامية (إينا) اليوم الأربعاء - : "إن الاحتفاء بسنَّار عاصمة للثقافة الإسلامية هو تأكيد لأدوارها التاريخية المهمة باعتبارها نقطة ارتكاز حضارية بين العالم العربي والإسلامي والإفريقي"..كاشفا عن إعداد الإيسيسكو ل 15 نشاطًا ثقافيًا خلال العام الجاري بمناسبة الاحتفالية. وأوضح أن الأنشطة تشمل عقد المؤتمر الإسلامي العاشر لوزراء الثقافة في الخرطوم خلال نوفمبر المقبل ، وورشة عمل إقليمية حول التراث الثقافي غير المادي وآليات الحفاظ عليه وتوثيقه في مدينة سنَّار إضافة إلى عقد ندوة دولية حول مشروع الحرف القرآني وتنظيم ورشة وطنية حول ترسيخ السلام والأمن في المجتمع وتعزيز التماسك الاجتماعي إلى جانب ورشة عمل أخرى حول تعزيز قدرات المشرفين على برامج محو الأمية والتربية غير النظامية. وقال التويجري إنه تم كذلك الإعداد لعقد ورشة عمل وطنية حول آليات تحسين السياسات الخاصة بالمعايير البيئية والاجتماعية، والوقاية من الأمراض في المجتمعات الريفية الفقيرة، وتنظيم حلقة دراسية إقليمية حول الأبعاد الأخلاقية والقانونية للمحتوى الرقمي في المواقع الالكترونية العربية. وأكد التويجري أن اختيار "سنَّار" عاصمة للثقافة الإسلامية يعزز التواصل العربي مع إفريقيا التي تتهافت الدول الكبرى عليها اليوم من أجل الاستثمار في إمكاناتها الواعدة..قائلا : "إن بوابة الدخول إلى إفريقيا هي البوابة الحضارية نفسها التي ما فتئت تمر منها طرق الحجيج والقوافل قديمًا لكن ينبغي علينا اليوم توسيعها من خلال مداخلها كلها، وفي مقدمتها مداخل الثقافة". وتقع مدينة سنار في وسط السودان على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق، وكانت الحاضنة التاريخية لمملكة سنار (1504-1821م) التي مثلت دورًا بارزًا في توحيد السودان وتوسيع رقعته الجغرافية التي امتدت من الشلال الثالث شمالًا إلى أقصى جبال فازوغلي وجنوبًا من البحر الأحمر في الشرق إلى النيل الأبيض في الغرب. وقال التويجري إن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية يتم طبقًا لمعايير دقيقة يراعى فيها أن تكون العاصمة الثقافية ذات عراقة تاريخية، وتميز ثقافي..مبينا أن برنامج "الإيسيسكو" لعواصم الثقافة الإسلامية الذي يضم في نسخته الجديدة للسنوات (2015-2025م) 35 عاصمة يهدف إلى تعزيز الوحدة الثقافية للشعوب الإسلامية وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد الأمين العام لمشروع سنَّار عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2017 أحمد عبدالغني إبراهيم حمدون أن أكثر من 50 دولة أكدت مشاركتها في الاحتفالية التي تتضمن عدة محاور أهمها: محور البحث العلمي والتأليف، الذي يستهدف إعادة طباعة الكتب التاريخية القيّمة التي كتبت عن السودان عموما وعن الفترة السنارية خصوصًا.