شارك الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- في حفل رسمي ترأسه الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، أقيم أمس في مسرح عبد الحسين عبد الرضا في العاصمة الكويتية، بمناسبة انطلاق احتفالية الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2016 عن المنطقة العربية، وحضره فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعدد من الوزراء وكبارالشخصيات والمسؤولين في دولةالكويت، وسفراء الدول الإسلامية المعتمدين في الكويت ، وأعلام الفكر والثقافة والإعلام والأدب والفنون. وألقى المدير العام كلمة تحدث فيها عن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية الذي يدخل في إطاره الاحتفال هذه السنة بمدينة الكويت عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، مشيراً إلى أن هذا البرنامج اعتمد في المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر سنة 2004، وجُدّد في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الثقافة المنعقد في باكو سنة 2009، كما جدد في المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد في مسقط سنة 2015. وأشار إلى أن احتفالية الكويت عاصمةً للثقافة الإسلامية هذه السنة، تنطلق مع بدء فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثاني والعشرين، وتتزامن مع احتفالية ماليه في جمهورية المالديف، عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية، واحتفالية فريتاون في جمهورية سيراليون، عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية. وذكر أنه في السنة الماضية 2015، تم الاحتفال بنزوى في سلطنة عمان، عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية، وبآلما أتا في جمهورية كازاخستان، عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة الآسيوية، وبكوتونو في جمهورية بنين، عاصمةً للثقافة الإسلامية عن المنطقة الإفريقية. كما أوضح أن اختيار عواصم الثقافة الإسلامية يتم طبقًا لمعايير دقيقة يُراعَى فيها أن تكون العاصمة الثقافية ذاتَ عراقةٍ تاريخيةٍ وتميُّز ثقافيٍّ تبوأت من خلالهما مكانة بارزة في الدولة وفي الإقليم، وأن تكون لها مساهمة متميزة في إغناء الثقافة الإسلامية وفي ازدهار الثقافة الإنسانية عموماً، وأن تتوفر هذه العاصمة الثقافية على معالم حضارية ومؤسسات ثقافية وفنية، وأن تُعنى بتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية، وإقامة معارض للكتب والفنون التشكيلية، وتنظيم العروض المسرحية والمنتديات الأدبية والفنية. وقال إن هذه المعايير جميعها تتوفر في مدينة الكويت الناهضة الجميلة التي ازدهرت ازدهاراً قلَّ نظيرُه خلال العقود الأخيرة، وتطورت تطوراً ملحوظاً من النواحي كافة، خصوصاً من الناحية الثقافية بكل دلالات الثقافة ومفاهيمها وعلى شتى مستوياتها وفي جميع مجالاتها، وزاد تأثيرها وتنامَى عطاؤها في مجالات التعليم، والثقافة، والعلوم، والآداب، والفنون، والنشر، والارتقاء بالحياة الإنسانية، مما كان له تأثير ملحوظ في تطور الثقافة الإسلامية. وبيَّن أن برنامج الإيسيسكو لعواصم الثقافة الإسلامية الذي يضم في نسخته الجديدة للسنوات 2015-2025، خمساً وثلاثين عاصمة، يهدف إلى تعزيز الوحدة الثقافية للشعوب الإسلامية، وتقوية علاقات التعاون الثقافي الشامل بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وتعميق مفهوم التضامن الإسلامي متعدد المجالات. وأعلن أن من الأهداف المتوخاة من هذا البرنامج، التي تحرص الإيسيسكو على الإسهام في تحقيقها، تجديدُ عطاء الحضارة الإسلامية، والتعريفُ بتراثها الفكري والعلمي والثقافي والإبداعي، وإنعاشُ الذاكرة التاريخية للشعوب الإسلامية لتقوية الهمم وحفز العزائم والدفع بها نحو ربط الحاضر بالماضي، والسعي إلى تطوير الثقافة، وتشجيع الإبداع الأدبي والفني، والتفوق في حقول العلم والمعرفة، استئنافاً لدورةٍ حضاريةٍ جديدةٍ تُعيد للأمة الإسلامية مكانتها اللائقةَ بها بين الأمم، وتساهم من خلالها في بناء السلام العالمي من المنطلقات الثقافية، والإبداعات الفكرية، والإسهامات العلمية، والعطاءات المتنوعة في مجالات المعرفة الإنسانية. وأكد أن الإيسيسكو تسعى، من خلال تنفيذ هذا البرنامج الحضاري الثقافي وبرامج متعددة ومشروعات أخرى كثيرة، إلى نشر قيم تجديد البناء الحضاري، وإعلاء شأن الثقافة والفكر والإبداع. وقال إننا أمة تؤمن بالسلام، وتنتمي إلى حضارة إنسانية راقية مبدعة وبانية للإنسان المؤمن بقيم التسامح والتعايش، وأننا دعاة عدل وسلام، نرفض التطرف بكل أنواعه والإرهاب بكل فئاته، ونسعى لخير العالم، وما يحقق المصلحة العامة لجميع البشر ويجلب المنفعة للإنسانية جمعاء، وينشر مبادئ الحق والعدل والمساواة، ويحفظ للإنسان كرامته ويصون حقوقه ويمكنه من القيام بواجباته تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه ومحيطه الإنساني العام. وأشار إلى أن الإيسيسكو جعلت من برنامج عواصم الثقافة الإسلامية برنامجاً ممتدّاً ومتواصلاً في الزمان والمكان، ليس فحسب على المستوى الخارجي، بمعنى اختيار ثلاث عواصم للثقافة الإسلامية كل سنة، ولكن على المستوى الداخلي الذي نقصد به استمرارَ الإشعاع الثقافي لهذه العواصم بصورة دائمة، والذي سيمتدّ هذه السنة من الكويت المزدهرة الزاهرة بفنون الثقافة وإبداعاتها التي تعبر عن ضمير الأمة الإسلامية وتعكس أصالتَها وعراقتَها وخيريتَها. واختتم الدكتور عبد العزيز التويجري كلمته بقوله : «لهذه الاعتبارات جميعاً، ونظراً إلى ما يتوافر للكويت من مقدرات وإمكانات وخبرات ثقافية متراكمة، فإننا واثقون أن هذه الاحتفالية ستكون متميزة من النواحي كافة، وسينظر العالم الإسلامي إلى الكويت عاصمة الثقافة الإسلامية، بقدر كبير من التقدير والإعجاب؛ لأن هذه العاصمة قادرة، برصيدها الثقافي المتميز، أن تصنع الحدث الثقافي، وأن ترتقي إلى المستوى العالي من الإبداع الثقافي المتميّز». وفي نهاية الحفل قدم المدير العام للإيسيسكو درع الاحتفالية للشيخ جابر المبارك الحمد الصباح.