قال الشيخ خالد الجندي، الداعية الإسلامي، إن المذاهب الأربعة، عندما تحدثوا عن عدم القصاص بين المسلم وغير المُسلم، قصدوا القصاص الحربي، حيث يُهدر دماء غير المسلم في حالة الحرب فقط. وأوضح «الجندي» خلال برنامج «لعلهم يفقهون»، أن البعض يستند إلى حديث ورد في البخاري «لا يُقتل مسلم بكافر»، منوهًا إلى أن المفاجأة هي أن هذا الحديث ليس مرويًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه مروي عن غيره، مشيرًا إلى أن نص الحديث جاء كما يلي: « سمعت الشعبي يُحدث فقال سمعت أبا جُحيفة قال: سألت عليًا -رضي الله عنه- هل عندكم شيء مما ليس في القرآن. وتابع: "فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهمًا يُعطى لرجل في كتابه -أي تفسير بما يدل على تدوينه في عهد النبي- وما في الصحيفة، فسأله: وما في الصحيفة؟، قال علي: العقل وفكاك الأسير وألا يُقتل مسلم بكافر»، منبهًا بأنه يُقصد بالعقل أي الربط وحقن الدماء، والكافر المقصود بالقتل هو الكافر الحربي، وليس الكافر الذي يعيش داخل المجتمع المسلم". ودلل بقوله تعالى: «وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ» الآية 6 من سورة التوبة، منوهًا بأن نص الحديث الذي جاء على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح مكة، عند أحمد بلفظ أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قضى ألا يُقتل مُسلم بكافر وكان في خطبته وهو مسند ظهره إلى الكعبة، وقال : لا يُقتل مُسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده. وأشار إلى أن الحديث معني بفترة ما قبل فتح مكة، والخلاصة أنه يعني انتهاء الثأر الذي كان موجودًا قبل فتح مكة، حيث ذو العهد الذي نهى عن قتله، هو الكافر الذي يعيش بين المُسلمين في حمايتهم، يعيش معززًا مكرمًا.