قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن حديث «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ» صحيح وثابت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولكن البعض يفسره خطأ. وذكر «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» أن هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545) عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ». وأضاف المفتي السابق، أن هذا الحديث من أحاديث الأربعين النووية، وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني، مشيرًا إلى أن كثيرًا من الناس يُخطئ في فهم هذا الحديث، حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم، فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون: «استفت قلبك» مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك. وأشار عضو هيئة كبار العلماء، إلى أن هذا الحديث يتكلم عن منطقة الظن وليس القطع ويتكلم عن المواقف وليس الأحكام، ضاربًا مثلًا كأن يتحير الشخص بين أن يزور عمته أو خاله، فيستفتي هنا قلبه لأن هذا الأمر مندوب شرعًا، أما الأحكام الشرعية فلا ينطبق عليها هذا الحديث فلا يصح من أحد أن يقول «أنا أستفتي قلبي هل أصوم أم أفطر هذا العام». وألمح إلى أن الأحاكم الشرعية هي خطاب الله تعالى، المتعلق بأفعال المكلفين، اقتضاءً أو تخييرًا أو وضعًا، بمعنى: ما اقتضى الشرع فعله أو تركه، أو التخيير بين الفعل والترك، وتكون في 5 أمور وهي: الواجب، والمندوب، والمحرم، والمكروه، والمباح.