تقول الأسطورة أنه في الأزمنة الغابرة كان الوحش الأسطوري ( سفنكس ) يجلس رابضا على الطريق بين طيبة واليونان جاثما على تل مسيطر مترصدا للقوافل التي تمر عليه يسألها مباغتا عن ثلاث أسئلة " معجزة " وعندما تفشل القوافل في الإجابة عن ما بين السطور من خبايا وأسرار كان يهجم عليها نابشا مخالبه التي لا تكل في أجساد الضحايا مما جعل الروابط تنقطع بين المدينتين القديمتين بخوف الناس من المرور بطريق الوحش ، فمال الناس على أوديب ملك " طيبة " مستنجدين من قلة الأمان وظلم الوحش فما كان من البطل الشهير الا أن ركب فرسه وحمل درعه وكتاب السحر خاصته الى طريق سفنكس الأسطورة ليواجهه الوحش كاشفا عن أنيابه الحديد بسؤاله الأول عن الشئ الذي يبدأ النهارعلى أربع وظهرا على إثنين ويختتم اليوم على ثلاث فلما أجاب البطل الإغريقي على أنه الإنسان سقطت أسنان الوحش فلما سأله سؤاله الثاني وأجاب وسؤاله الثالث الشهير بإجابة أوديب الأشهر " حمرا " سقط الوحش سفنكس من عليائه صريعا ليلقى عليه أوديب تعويذة سحر من كتابه حولت الوحش الى تمثال من الحجر ظل ناظرا الى الشرق حيث أفل أوديب عائدا منتصرا الى أهله ؟؟ ، هكذا وصفت الأسطورة مولد التمثال الرابض دهرا على هضبة الهرم أبا الهول مفسرا صمته الأبدي عن السؤال والكلام ، غائبا تحت أمواج من الرمال التي غطت التمثال قرون الصمت الطويلة ووصمت جيران التمثال العتيق بصفته و"صمته " ، وفي كتاب الأسرار أن تعويذة أوديب ستزول في يوم من الأيام وأن التمثال سيأتي عليه اليوم وتنفك عقدة لسانه ويعود للحديث من جديد ، أقسم أنني رأيت السحر " يفض " وأبو الهول بدأ هذا اليوم بالتمتمة وظهرا بتعود الكلام والنطق فظهرت " بركاته " وسمعنا جملة وكلماته وعلت مساءا في التلفاز صراخه الذي بقى سنينا في جوفه محبوسا وفي صدره مكتوما – حمدلله على السلامة يا راجل – كنا نظنه قد مات متعودا على الصمت " الرهيب " فعاد للحديث مع قومه الذين أستنسخوا الأمير تحتمس الرابع الرائي في حلم نومه تحت رأس أبو الهول وهو عظيم الأسرة الرابعة الوحش يأمره أن يزيح عن جسده الرمال التي حبسته فإستيقظ أمرا جنده وأعوانه بالحفر حتي حرروا مخالب التمثال الذي ابتسم لصائم الدهر الذي كسر أنفه حسدا فأماته كمدا ، ولو راجعت الدراسات الجيلوجية لوجدت تحت التمثال المعجزة ب15 مترا تحت الاف الاطنان من الرمال هيكلا ضخما غير معروف الكنهة والوصف لكنني الأن أجزم أنه الإختراع المصري الأهم في القرن الماضي " الكنبة " الذي ظل مرتبطا بتمثال ابو الهول وعشيرته طويلا وفي الأساطير اليونانية في قصة أوديب وكتابه السحري أن العمل كان " مربوط " ومدفون أسفل الوحش سفنكس – أشتاتا أشتوت – وأن السحر سيزول مع فك المربوط ، فلا مناص من أبو الهول الا أن يبيع الأن كنبته وأن يستيقظ جيرانه من " حزب الكنبة " من غفلتهم ليزول بالحجاب العمل وينطق الوحش الجمل ، الكنبة الموروث الشعبي عند المصريين كانت تمثل طول عمر الشعب " الغلبان " أهم وسائل الجلوس والرحرحة وهي مجلس الملوك والأكابر وقعدة العصاري للمتسامرين وكوشة العرسان في الأفراح الشعبية وبمناسبة الأفراح والليالي الملاح ف "مارينا باسيلا" و"كايو فونسيكا "عاشقان برازيليان عاشا ست سنوات في عشق وهيام ، تعاهدا الا يفترقا مدى الحياة وأن تكلل قصة حبهما بزواج سعيد وحفل أسطوري لكن عائلتا العاشقان كانا على خلاف شديد وعرقلوا أكثر من مرة حفل زفافهما ، فكما تقتدي الطقوس أن يسأل الكاهن الحضور وهو يتمم إجراءات الزواج عن أي شخص يعترض على هذه الزيجة أن يتكلم أو أن يصمت للأبد وفي المرات الثلاث لهذه المحاولات المستميتة لإتمام المراسم كان أحد الأقارب يصرخ أنه غير موافق فتعود العروس حزينة الي أهلها والعريس الي سريره الخالي ، حتى تفتق ذهن العريس العاشق عن خطة عبقرية يضمن بها أن يعود من هذه المراسم حاملا عروسه بين ذراعيه بادئا شهر عسل تأخر سنين فإتفق مع عروسه أن يسافر بها ليعقد حفل زفافهما وراء الحاضر الوحيد الذي تأكد أنه لن يقطع صمت سؤال الكاهن قبل قبلة الزواج الأولى و"الأخيرة " ، حضرت الحفل السعيد بين أحضان أبو الهول منذ أيام وشاهدت ذهول العروسين وهما يسمعان بعد سؤال الكاهن التمثال الأخرس يتكلم بالمباركة هذه المرة بعد أن قام المهندس عصام عبد الهادي رئيس الصوت والضوء في منطقة الأهرامات بإهداء الزوجين " الرسميين " مباركة التمثال – لقد تكلم ابو الهول أخيرا وأعتقد أنه لن يصمت بعد ذلك أبدا.