بكثير من الحذر ومزيد من التفاؤل يستهل المنتخب الجابوني لكرة القدم محاولته لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره في التتويج بلقب البطولة الأفريقية للمرة الأولى في تاريخه حيث يلتقي الفريق منتخب غينيا بيساو غدا السبت في المباراة الافتتاحية للنسخة الحادية الثلاثين من كأس الأمم الأفريقية. ويسعى المنتخب الجابوني إلى استغلال إقامة البطولة على أرضه للمنافسة بقوة على اللقب القاري الذي لم يتوج به من قبل. وتستضيف الجابون البطولة من الغد وحتى الخامس من فبراير المقبل. ويستهل المنتخب الجابوني مسيرته في البطولة بلقاء "السهل الممتنع" حيث يلتقي منتخب غينيا بيساو غدا في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد "لاميتي" بالعاصمة ليبرفيل ضمن منافسات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة. وفيما يحظى المنتخب الجابوني بالتأكيد بمساندة عاملي الأرض والجمهور في هذه البطولة ، يحتاج الفريق بقيادة نجمه الشهير بيير إيمريك أوباميانج إلى توخي الحذر من الضغوط التي تشكلها التوقعات الهائلة على أصحاب الأرض. كما يحتاج الفريق إلى توخي الحذر من مفاجآت المباريات الافتتاحية لاسيما وأن منافسه في مباراة الغد هو منتخب غينيا بيساو الذي لن يكون لديه ما يخسره كونه يشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخه كما أن تأهله للنهائيات جاء عبر مجموعة صعبة للغاية في التصفيات حيث تصدر الفريق المجموعة الخامسة التي ضمت معه منتخبات الكونغو وزامبيا وكينيا. ويضاعف من صعوبة اللقاء على المنتخب الجابوني أنه سيكون الاختبار الحقيقي الأول لمديره الفني الأسباني خوسيه أنطونيو كاماتشو الذي تولى المسؤولية قبل ستة أسابيع فحسب. وربما كان التعيين المتأخر لكاماتشو وهذه الفوضى والعشوائية في استعداد الفريق للبطولة نابعا من الظروف الصعبة التي تمر بها الجابون على الصعيدين السياسي والاقتصادي بسبب الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ إعادة انتخاب الرئيس علي بونجو رئيسا للجابون. وكانت هذه الاحتجاجات أثارت الشكوك والجدل بشأن استمرار إقامة البطولة في الجابون وإمكانية نقلها لبلد آخر. والآن ، قد تمثل الأزمة الاقتصادية والسياسية وموجة العنف التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية تهديدا للبطولة وأمنها. لكن المنتخب الجابوني قد ينجح في إخماد الجزء الأكبر من هذه الأزمة إذا استهل مسيرته في البطولة غدا بعرض جيد وفوز كبير في المباراة الافتتاحية على حساب منتخب غينيا بيساو. ويعلق أصحاب الأرض كثيرا من آمالهم في البطولة على أوباميانج نجم دورتموند ومتصدر قائمة هدافي الدوري الألماني (بوندسليجا) هذا الموسم برصيد 16 هدفا". ولهذا ، يضاعف أوباميانج من حجم الترشيحات التي تضع المنتخب الجابوني في زمرة المنتخبات المتنافسة على اللقب أو المراكز الأولى في البطولة الأفريقية التي تستضيفها بلاده من الغد وحتى الخامس من فبراير المقبل. ويرى جيرنوت رور المدير الفني السابق للمنتخب الجابوني أن أوباميانج 27/ عاما/ يمكنه أن يلعب دورا بارزا في صفوف المنتخب الجابوني. وقال : "لديه الفرصة بالتأكيد ليصبح هدافا للبطولة". وأكد رور المدير الفني الحالي للمنتخب النيجيري ، الذي لم يتأهل للبطولة الأفريقية هذه المرة ، أن أوباميانج من بين النجوم البارزين في هذه البطولة وأنه يستطيع التفوق على نجوم كبار سابقين مثل الكاميروني صامويل إيتو والإيفواريين ديدييه دروجبا ويايا توريه. وقال أوباميانج ، في تصريحات نشرتها شبكة "سي إن إن" أمس الخميس ، إنه على استعداد للمهمة وجاهز لقيادة منتخب الجابون مثلما فعل والده بيير أوباميانج قبل 16 عاما. وقال أوباميانج : "كان والدي هو قائد المنتخب الجابوني. والآن أصبحت القائد للفريق. أفتخر بقيادة هذا المنتخب... أعتقد أنه تحدي مهم حقا. لدينا فريق جيد. لماذا لا نفوز باللقب للمرة الأولى ؟ ". وكان الاختيار وقع على أوباميانج ليفوز بلقب أفضل لاعب في البوندسليجا بالنصف الأول من الموسم الحالي ، وذلك في استفتاء مجلة "كيكر" الألمانية الرياضية. كما حل أوباميانج ثانيا خلف الجزائري رياض محرز نجم ليستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي وذلك في استفتاء الاتحاد الأفريقي للعبة (كاف) على جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2016 . ولم يتردد كاماتشو في الإشادة بأوباميانج أكثر من مرة لكنه يرفض تماما اعتبار المنتخب الجابوني فريق النجم الأوحد حيث يرى أن أوباميانج لا يمكنه تحقيق شيء بدوم مساعدة باقي أعضاء الفريق. وبالفعل ، يضم المنتخب الجابوني عددا من العناصر الجيدة الأخرى التي تعزز فرص الفريق وآمال جماهيره في البطولة الحالية. ويبرز من هذه العناصر حارس المرمى ديدييه أوفونو وماريو ليمينا نجم يوفنتوس الإيطالي وديدييه ندونج نجم خط وسط سندرلاند الإنجليزي. وفي المقابل ، يعتمد منتخب غينيا بيساو بشكل كبير على عنصر المفاجأة وقدرته على استغلال الضغوط الواقعة على أصحاب الأرض لتحقيق نتيجة جيدة في أول مباراة له بالمعترك الأفريقي.