تركيا تتقارب مع روسيا وتبتعد عن الناتو إحباط تركي من الموقف الأمريكي بخصوص العمليات العسكرية بسوريا ألمانيا هددت بنقل طائرتها من القاعدة إلى الأردن أو قبرص قال نائب رئيس الوزراء التركي، ويسي قايناق، اليوم الخميس إن الأتراك يشككون في جدوى وجود قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة في قاعدة إنجرليك في جنوبتركيا الأمر الذي يسلط الضوء على إحباط أنقرة مما تعتبره تقصيرا في تقديم الدعم لعملياتها في سوريا. وقال ويسي لقناة الخبر التليفزيونية إن مسألة قاعدة إنجرليك الجوية التي يستخدمها حلف شمال الأطلسي والتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة مدرجة على جدول أعمال الحكومة. وتوترت العلاقة بين تركياوواشنطن بعد أن شنت تركيا عملية توغل في سوريا لإبعاد متشددي تنظيم داعش عن حدودها ومنع المقاتلين الأكراد من السيطرة على تلك المنطقة بعد رحيلهم، خاصة في ظل التساؤل التركي عن سبب عدم دعم الولاياتالمتحدة التي تقدم المساعدة لجماعات كردية، لعمليتها الأخيرة حول بلدة الباب السورية، وتجلى هذا التوتر في قول الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن أمريكا وقوات التحالف تدعم الإرهاب، وهو ما ردت عليه واشنطن بوصف تصريحات أردوغان بالمثيرة للضحك. الغضب التركي يبدو أنه لاقى ردود فعل لدى الإدارة الأمريكية، حيث قالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الخميس، إن الولاياتالمتحدة تقدر سماح تركيا لها باستخدام قاعدة انجرليك الجوية في جنوبتركيا وتتطلع لاستمرار ذلك. وقال بيتر كوك المتحدث باسم البنتاجون في إفادة صحفية "نحن نعمل انطلاقا من إنجرليك... ونتطلع لاستمرار ذلك". وكان المتحدث باسم الجيش الأمريكي، أمس الأربعاء، إن واشنطن تجري محادثات مع أنقرة بشأن تقديم الدعم في المستقبل حول بلدة الباب وإن من المرجح أن يكون هناك "نوع من الدعم". التململ التركي من وجود قوات التحالف في القاعدة التي تحتوي على أسلحة نووية بموجب ميثاق حلف الناتو، الذي تشارك فيه تركيا، يفسره تصريحات نائب رئيس الوزراء السابقة، بالإضافة إلى قوله إن الحكومة التركية عرفت بخطأ سياساتها تجاه سوريا خلال السنوات الماضية، وعازمة على تعديلها. تصريحات المسؤول التركي تأتي بعد تقارب ملحوظ بين أنقرة وموسكو في الملف السوري، ويقول المحلل السياسي التركي أيدين سيزير، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إنه على الرغم من تمسك أنقرة بخطابها المعادي للرئيس السوري بشار لأسد، إلا أن الموقف التركي منه لم يعد بنفس المستوى من الشدة الذي كان عليه سابقا. وفي 10 ديسمبر 2010، قالت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية إن القيادة التركية قررت تغيير موفديها إلى حلف الناتو، الذين يؤيدون التعاون مع الغرب، بآخرين يؤيدون التعاون مع روسيا والصين وإيران. وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على رسائل إلكترونية وجهها ضباط أتراك مقالون لقائد قوات الناتو الجنرال الأمريكي كرتيس سكاباروتي، تفيد بأن الضباط الجدد الذين تم إيفادهم إلى مقر قيادة الحلف مؤخرا يكرهون المنظمات الغربية ويفضلون التوجه صوب روسيا والصين وإيران. من ناحية أخرى يتواكب الموقف التركي من حلف الناتو وقوات التحالف الدولي واستخدام قاعدة انجرليك مع قرب دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الرئيس المنتخب الذي شكل انتخابه تهديدا وجوديا لحلف الناتو، بحسب مجلة "ديرشبيجل" الألمانية، وهو في الوقت ذاته يفضل سياسة التعاون مع روسيا "اللاعب القوي في سوريا" على سياسة المواجهة والحرب الباردة التي ينتهجها أوباما. وقد دفع اختيار ترامب وزراء دفاع دول حلف الناتو إلى بحث إمكانية تكوين جيش أوروبي مشترك بعيدا عن الحلف. وجمدت المفاوضات التركية الرامية إلى انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي بعد قرار تعليق مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد ، الذي صوت عليه البرلمان الأوروبي في 23 نوفمبر الماضي، وهو ما يكشف مدى تأزم العلاقات التركية الأوروبية التي باتت تشهد توترا متزايدا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على أردوغان. كما كانت قاعدة انجرليك محل توتر دائم بين ألمانياوتركيا بسبب رفض تركيا زيارة مشرعين ألمان إليها، وإصرار الجانب الألماني على تنفيذ الزيارة، مهددة بأن رفض زيارة المشرعين للقاعدة قد يؤدي إلى سحب 6 طائرات استطلاع (طراز تورنيدو) منها، وقالت قناة (ايه آر ديه) إنها الجيش يدرس إمكانية نقل الطائرات الحربية وطائرات التزود بالوقود إلى الأردن أو قبرص.