يبحث الوالدان دائما عن ما يعرف بالحياة المثالية فى تربية أبنائهما، يريدان ابنهما من المتفوقين بالدراسة، ليس ذلك فقط ولكن من الاوائل على المدرسة، وكذلك من الناجحين رياضيا والحاصل على البطولات والجوائز والمراكز الأولي، وقد تناسي الوالدان فى تربيتهما المثالية هذه قدرات وامكانيات هذا الطفل الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، والذي كل ذنبه فقط أنه موجود فى الحياة فقط لتحقيق أحلام وطموحات والديه، وهو ما لم يكن يحدث عندما كانوا أطفالا فى سنه، ولكنهما يحاولان فعل ذلك من باب التعالي والتفاخر أمام المجتمع والأقارب والأصدقاء . لقد تغافلنا قدرات الأطفال العقلية والبدنية، نعم للطفل قدرات محدودة فمن الظلم أن نضغط على الطفل فى كل تلك الأنشطة فى وقت واحد، ومطلوب منه النجاح فيها جميعا، الرياضة مهمة فى حياة الأطفال بالطبع حيث تساعد على بناء الجسد ولكن يجب أن تكون دون تضارب مع الدراسة، ويجب على الوالدين وخصوصا الأم أن تعي أولويات حياة أبنائها، فأصبحنا نشاهد جميعا أطفال فى الأندية يخرجون مباشرة من اليوم الدراسي الطويل متعبين إلى التدريبات الرياضية، فهل ذلك صحي للطفل بالطبع لا، هناك أولياء أمور يدمرون طاقة الطفل وقدرته على الاستيعاب بتلك الطرق . ليس معني ذلك أن نتوقف عن التدريبات الرياضية للأطفال، فهي جزء مهم من التكوين الصحي للطفل، ولكن يفضل أن تكون فى أيام العطلات حتي يستطيع الطفل الاستفادة من الرياضة وأهمية وجود فاصل بين الدراسة والرياضة . يجب على الوالدين أن يهتموا بقدرات أطفالهم جيدا وتحديد الأولويات والاهتمامات، وتقسم الوقت، فنحن الأن فى مرحلة الامتحانات فعلينا توفير سبل الراحة النفسية والعقلية والبدنية للطفل والأهتمام به، فالطفل زرعة جميلة يجب أن نرعاها بطريقة صحيحة، ونوفر لأبنائنا طرق الراحة والمساعدة، وأننا سنسأل عنهم أمام الله عز وجل . دكتورة إيمان الريس مستشارة تربوية وأسرية ومدربة تنمية بشرية