رصدت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية ما يعانيه مئات الآلاف من سكان مدينة الموصل شمالي العراق للعثور على الطعام والمياه الصالحة للشرب، في وقت تدور فيه معركة طويلة الأمد لتحرير المنطقة من تنظيم داعش الإرهابي. وقالت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - إنه منذ بدء المعركة قبل سبعة أسابيع، أعربت وكالات الإغاثة عن مخاوفها من أن نزوح سكان الموصل بشكل جماعي قد يترتب عليه اجتياح المخيمات المكتظة بالفعل، غير أن أغلب السكان المحليين استجابوا إلى نصيحة الحكومة العراقية بالتزام منازلهم مع تقدم قوات الأمن. واستدركت "إن الكثير من هؤلاء السكان المحليين باتوا يفتقرون الآن حتى لاحتياجاتهم الأساسية، نتيجة انقطاع إمدادات المياه بفعل القتال وعجز الأممالمتحدة والقوات الحكومية عن إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع من هم في حاجة إليها، لافتة إلى أن بعض سكان الموصل يتنقلون بين الأحياء بحثا عن الطعام أو هربا من القصف". وفي الوقت ذاته، ومع تشديد حصار القوات الحكومية العراقية ببطء على المناطق التي ما تزال خاضعة لسيطرة داعش، ارتفعت أسعار المواد الغذائية ونقص السلع الغذائية، فيما يمنع المسلحون الأهالي من مغادرة تلك المناطق. ولفتت (واشنطن بوست) إلى أن العراق يسعى جاهدا لتلبية احتياجات 2ر3 مليون شخص نزحوا خلال السنوات الثلاث الماضية نتيجة المعارك المشتعلة مع هذا التنظيم الإرهابي، وضمن محاولات العراق للحد من نزوح سكان الموصل، تسقط الحكومة من الجو منشورات فوق المدينة تحث المدنيين فيها على البقاء في ديارهم. وفي السياق ذاته، لا يتوقع سوى نفر من القادة انتهاء المعركة في أي وقت قريب، وسط توقعات بزيادة البؤس وتردي الأوضاع في الموصل مع حلول فصل الشتاء. وأفادت الصحيفة الأمريكية بأن وصول الوكالات الإنسانية إلى المدنيين في الموصل هو أمر محفوف بالمخاطر، إلى جانب أن وكالات الإغاثة تقول أنها لا تملك ما يكفي من المساعدات لتلبية احتياجات سكان الموصل. وأضافت أن قرار الحكومة العراقية ومحاولاتها إبقاء الناس في ديارهم أدى إلى تباطؤ المعركة، حيث حد من استخدام المدفعية الثقيلة والغارات الجوية. ويحث القادة العسكريون رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على السماح لهم بإخراج العائلات من أحيائهم مؤقتا لتسريع وتيرة المعركة، ولكن تلك الخطوة من شأنها أن تزيد العبء الإنساني.