ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن معركة تحرير مدينة الموصل بشمال العراق من قبضة تنظيم داعش الإرهابي ربما تجبر ما يقرب من مليون مواطن على مغادرة منازلهم، ولكن حتى من قبل أن تبدأ المعركة، تكافح منظمات الإغاثة الدولية الآن لإيواء النازحين جراء تصاعد القتال ضد داعش. وأوضحت الصحيفة –في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء- أن الأممالمتحدة قالت إنها بعيدة كل البعد عن الاستعدادات اللازمة للتعامل مع تداعيات الحملة الأمنية التي تساندها الولاياتالمتحدة لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل وتطهيرها من داعش، والتي قد تبدأ في أقل من شهر من الآن. وأشارت الصحيفة إلى أن جميع مخيمات النازحين في شمال العراق مكتظة؛ فمخيم ديبكة -الواقع على بعد 40 ميلا جنوب شرق الموصل وعلى أطراف المنطقة الكردية شبه المستقلة والذي شُيد قبل عام لإيواء 700 أسرة- يضم الآن أعدادا تزيد عن ذلك بنحو 10 مرات معظمهم ممن هربوا مع بدء المعارك التي خاضتها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على جنوبالمدينة. وقالت الصحيفة إن حشود النازحين تجمعت حول المراسلين الصحفيين ظنا منهم انهم عمال إغاثة جاءوا لإحضار المساعدات الإنسانية، وشكوا من عدم حصولهم على أي مراتب أو أدوية أو ألبان أطفال أو حفاضات. وأضافت أن العديد منهم لا يمتلك أي خيام؛ حيث تنتظر ألف و100 أسرة دورها للحصول على مأوى لذلك اضطروا للمبيت في فصول المدارس وساحة مدرسة المخيم وفي داخل المساجد، في حين حاول البعض تصنيع قطع من القماش المشمع وتعليقها بجانب الجدران في محاولة لحماية أنفسهم من الشمس. وتقول نهلة محمد (23 عاما) "إن الوضع أصبح مهينا" بعد أن هربت من مزرعتها على مشارف الموصل منذ خمسة أيام مع زوجها وثلاثة أطفال، واشتكت من عدم الحصول على حليب لطفلتها البالغة من العمر عاما ونصف العام، وقالت "هناك كنا خائفين ولكننا جئنا هنا لنتضور جوعا ونُحرم من أساسيات الحياة". وأفادت الصحيفة بأن عدد النازحين داخل العراق بلغ نحو 3ر3 مليون مواطن على مدى العامين ونصف الماضيين، بينما تسبب الصراع في الجارة سوريا في نزوح ملايين أكثر، في حين تقلصت الموارد المالية في العراق بسبب انخفاض أسعار النفط واستنزاف موارد الدولة في المعارك التي دارت لسنوات لاستعادة الأرض من الإرهابيين، مما حد من قدرة الحكومة على الاستجابة. من جانبها، نشرت الأممالمتحدة نداء عاجلا لجمع 285 مليون دولار أمريكي لتلبية احتياجات أولئك المتوقع فرارهم من المعارك وأكدت أنها تواجه نقصا ماليا يبلغ نحو 165 مليون دولار لتوفير الاستجابة لحالات الطوارئ الأساسية. وتقول ليز جراندي، منسقة هيئة الشئون الإنسانية في العراق التابعة للأمم المتحدة "إن كل انتصار غالبا ما يُصاحبه أزمة إنسانية حادة". في السياق ذاته، تسعى الأممالمتحدة جاهدة لبناء مخيمات مطابقة للمواصفات القياسية مثل مخيم ديبكة، ولكن في حال وصلت أرقام النازحين إلى أعلى المستويات، فإن الأممالمتحدة ستكون قادرة فقط على التعامل مع جزء صغير من هؤلاء الفارين. فيما يقول بيتر هوكينز، ممثل اليونيسيف في العراق، إن أربعة مخيمات قياسية بقدرة لاستيعاب نحو 70 ألف شخصا من المنتظر أن تتم أعمال تشييدها خلال هذا الشهر، مع ذلك، فإن الكثير قد ينزحون مع بدء المعارك. وأردفت (واشنطن بوست) "إن ما يقرب من مليوني مواطن كانوا يعيشون في الموصل قبل سقوطها في أيدي داعش، ولكن من الصعب الآن معرفة عدد الباقين منهم، وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن ما بين 2ر1 و5ر1 مليون شخص لا يزالون يعيشون هناك، بينما يقول بعض المسؤولين العراقيين إن عدد السكان في الموصل يزيد بكثير عن تقديرات الأممالمتحدة بسبب أعداد المواطنين الذين جاءوا إلى المدينة هربا من اعتداءات الجيش العراقي في الجنوب".