سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أول محقق استخباراتي مع «صدام حسين» يفجر مفاجأة بعد 10 سنوات من الإعدام .. نيكسون: المخابرات الأمريكية أخطأت بحق الرئيس العراقي الراحل .."بوش الابن" دمر العراق انتقاما من إساءته لأبيه.. صور وفيديو
جون نيكسون.. عميل ال«سي آي إيه»: - «صدام» قلب افتراضاتنا بشأن العراق رأسا على عقب - نبؤة الديكتاتور العراقي تحققت: ستخيب آمالكم وستفشلون - الرئيس العراقي الراحل ظل متماسكا طوال التحقيقات وبكى في لحظة ضعف لمرة واحدة اكد محلل وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن الوكالة أخطات فيما زعمته عن الزعيم العراقي الراحل صدام حسين، بعد 10 سنوات من إعدامه ونشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية نص اعترافات عميل الاستخبارات الأمريكية، جون نيكسون، والذي كان مسئولا عن استجواب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، بعد سقوطه في أيدي القوات الأمريكية بعد سنوات من غزو الجيش الأمريكي بلاده. ويصف عميل وكالة الاستخبارات أجواء القبض على صدام قائلا بأن الزعيم العراقي الراحل قلب افتراضات المحققين معه رأسا على عقب، أثناء عمليات استجوابه واستخلاص المعلومات الأمنية منه بعد عملية القبض عليه في 29 سبتمبر 2006 و وفقا لنص الاعترافات الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» عن عميل الاستخبارات الأمريكية الذي تولى عملية استجواب صدام حسين، قال: «لما قد يصل إلى 27 ساعة، ظللت أعمل، واستلقيت معدما من التعب، حتى استقبلت أخبارا صدمتني وبمجرد وصولها إلى كادت تستنفد الأدرينالين من جسمي إذ كنت لا أتوقع ان تحدث رغم يقيني بأنه مقبوض عليه لا محالة. ويضيف عميل الاستخبارات الأمريكية في كتاب يصدر له قريباً نهاية هذه السنة، حول الرئيس العراقي السابق، قائلا: «كانت تلك الانباء عن تمكن فريق من القوات الخاصة التي تطارد الرجل الذي وصف بانه الهدف رقم 1، من صيده من حفرة في الأرض، ورؤسائي في العمل في وكالة الاستخبارات المركزية، كانوا يستجوبونني بقسوة، متسائلين: هل يمكن ان يكون هذا الرجل قوي البنية، الأشعث هو حقا صدام حسين، ديكتاتور العراق الذي لا يرحم ؟ أهم المطلوبين حول العالم؟» و يتابع: «كان التاريخ 13 ديسمبر 2003، وكنت قد بقيت في العراق لمدة ثمانية أسابيع – أبحث عن الفرص التي قد تأخذنا الى صدام واتباعه سيئي السمعة». و يستطرد «كان ذلك عندما دعوت لرؤية بوزي كرونجارد، المدير التنفيذي لوكالة الاستخبارات المركزية» ان الحرب لاسقاط النظام العراقي مستمرة منذ ما يقرب من تسعة أشهر، ولكن عندما وصل الأمر إلى صدام، كل ما كنت قد وصلت كانت «مشاهد ألفيس»، كما كنا ندعوها. وحتى هذا التوقيت، كانت القوات تفتش في مزرعة بالقرب من قرية بيت صدام في تكريت، حيث عثرت على رجل بلحية كبيرة مختبئ في مخبأ صغير تحت الارض. وفي هذا التوقيت، اتذكر كان مجموعة من كبار الضباط يستجوبونني في مكتب كرونجارد؛ وكيف طلبوا مني أن اتعرف بشكل نهائي هل هذا الرجل صاحب الوشم على يده اليمنى والمعصم، وندبة الرصاصة التي في ساقه اليسرى وشفته السفلى التي تميل إلى التدلى على جانب واحد، هو صدام حسين، وفق صورته التي فحصتها من لقطات أشرطة الفيديو. و أثناء التحقيق مع صدام، قال جون نيكسون، و الذي تحدث لأول مرة من خلال مترجم: «لدي بعض الأسئلة التي أود أن أطرحها عليك، وأنت عليك أن ترد عليها بصدق، هل تفهم؟» أومأ صدام. «متى كانت آخر مرة رأيت فيها أبناءك على قيد الحياة؟» كنت أتوقع صدام جريئا فقط، ولكنني دهشت بالعدوان الذي يحمله رده: «من أنتم يا رفاق؟ أنتم من الاستخبارات العسكرية؟ المخابرات أم المخابرات المدنية؟ أجبني، عرفوا أنفسكم!» و قال نيكسون: لاحظت الوشم الثلاثي الذي على يده وشفته الذابلة المدلاة من فمه، ولكني الآن بحاجة إلى أن أرى اثر الرصاصة، وكان هناك الكثير لذلك أردنا أن نعرف. كيف لو أنه هرب من بغداد؟ و من الذين ساعدوه؟ وقال إنه لم يرد، بل أراد الإجابة فقط على الأسئلة التي طرحها. و قال صدام: «لماذا لا تسألني عن السياسة؟ يمكنك أن تتعلم الكثير مني، ويصف «نيكسون» ان الرئيس العراقي قال كلامه بصوت بدا صاخبا، وتبدو من ورائه لهجة خشنة عنيدة، وربما كان يتحدث بهذا الشكل نتيجة للمعاملة الخشنة التي تلقاها من الجنود الذين أتوا به، ليطلق لسانه بخطبة لاذعة طويلة. ويصف «نيكسون» شعوره، قائلا: لقد كنت مرتابا، فأنا أمام رجل لم يفكر مرتين في قتل شعبه، يشكو من خدوش قليلة. رفع الدشداشة ليبين الضرر الذي أصاب ساقه اليسرى، فرأيت الندبة القديمة. كان الجرح من رصاصة، الجزء الاخير من الأدلة على أنه هو. كان صدام يلتقط كل شيء بشكل جيد جدا، ولكن بقي الآن لدينا الوصول الى الحقيقة حول نظامه، وعلى وجه الخصوص أسلحة الدمار الشامل التي كانت ذريعة لغزو العراق. كان رده بكل بساطة انه يسخر منا. و قال صدام بصوت غاضب: «هل وجدت الخائن الذي ارشدك إلى صدام حسين، فهل هناك خائنا آخر يمكنه أن يدلكم على مكان وجود أسلحة الدمار الشامل؟» و أضاف هناك حفنة من الأمريكيين ممن يثيرون الشغب بجهل ضد العراق و لا يفهمون وضعه، وهم يصممون على تدميره. العراق ليس دولة إرهابية و اتابع "ليس لدينا علاقة ب«أسامة بن لادن» وليس لدينا أسلحة دمار شامل ... ولا نشكل تهديدا لجيراننا. ولكن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، قال إن العراق كان يريد مهاجمة ابيه، مدعيا ان لدينا أسلحة دمار شامل. و قال: سألنا صدام، حول تفكيره استخدام أسلحة الدمار الشامل في ضربة وقائية ضد القوات الأمريكية المتواجدة بالمملكة العربية السعودية . رد الرئيس العراقي الراحل «لم نفكر أبدا في استخدام أسلحة دمار شامل، ولم نناقش ذلك، استخدام الأسلحة الكيميائية ضد العالم؟ هل هناك أي شخص تتوافر لديه كل هذه الكليات الكاملة ليفعل ذلك؟ من من الممكن أن يستخدم هذه الأسلحة عندما يتأهبون لاستخدامها ضدنا؟" و قال عميل المخابرات العسكرية الأمريكية: لم يكن هذا ما توقعنا أن نسمع. واسترسل عميل المخابرات الأمريكي: أنا سألت عن الاستعمال سيء السمعة للأسلحة الكيماوية ضد مدينة «حلبجة» الكردية خلال الحرب بين إيرانوالعراق. وأصبح صدام غاضبا، وقال «أنا لست خائفا منك أو من رئيس دولتك، سأفعل ما يجب أن أقوم به للدفاع عن بلدي» ثم التفت إلي واحدث صوتا كالنخير، ولكني لم أكن لاتخذ قرارا" وأضاف «قررنا إغلاق الإحاطة، و أثناء مغادرة صدام القاعة، و تفرس في وجهي. لقد ازعجت عدد غير قليل من الناس في حياتي، ولكن أحدا لم ينظر إلى في أي وقت مضى بهذا البغض القاتل» و ذكر نيكسون ان العديد من الأطباء النفسيين البارزين الذين قد حللوا شخصية صدام قالوا إن هذا السبب ربما كان وراء قسوة صدام وأيضا السبب في انه يريد الاستقواء بأسلحة نووية. ومع ذلك، ففي سياق مزيد من الاستجواب، تحولت افتراضاتنا حول صدام رأسا على عقب، قائلا: إن زوج والدته أرحم رجل كان يعرفه من أي وقت مضى حيث قال صدام: «إبراهيم حسن – رحمه الله، إذا كان لديه سرا، عهد إلي به. كنت أكثر عزيزا على قلبه من ابنه أدهم ». و أضاف: كان صدام سريع، أيضا، في أن ينكر تورطه في احداث 11/9، متسائلا: «لماذا تعتقد أنني متورط في الهجمات؟» وكان صدام يعتقد فعلا ان 11 سبتمبر من شأنها أن تجلب العراق وأمريكا أقرب؛ لأن واشنطن ستحتاج حكومته للمساعدة في محاربة الأصولية. و تابع نيكسون: «خلال محادثاتنا، كثيرا ما سمعت انفجارات مكتومة، يستدل على أن صدام كانت لديه الكثير من الأمور لا تسير على ما يرام بالنسبة للقوات الامريكية، فقد قال «أنت ستفشل» و أضاف «سوف تجد أنه ليس من السهل أن يحكم العراق، التاريخ يثبت ان معي الحق» و أضاف من الصعب أن تعرف الشعب العراقي دون معرفة الطقس والتاريخ. و أشار «نيكسون» إلى ان موضوعا واحدا هو ما جعل صدام حسين يبكي، و يقول كانت المرة الوحيدة التي أظهر فيها الدكتاتور العراقي صدام حسين أي انفعال خلال المقابلات التي أجريتها عندما ناقشنا نقاط حول بناته «رنا» و«رغيد». و استطرد: «لقد أصبحت عيناه تفيضان وصوته بدا مرتجفا»، قائلا «لقد استمتعت بعلاقة رائعة معهما أنهما أحباني كثيرا، وأنا أحبهما كثيرا». وتابع: «قال صدام إنه كان فخورا بقتل ولديه «عدي» و«قصي» وتقول «ديلي نيوز»: «إن نيكسون مثل صدام حسين كان هو الآخر في موقف صعب، وهو يتولى مهمة شاقة...وأسئلة صعبة».، وقد تسلح الرجل بمعارفه حول صدام ومن الاستجوابات ومن الأسئلة التي وجهها له حول الشائعات التي تقول بأن له ولداً اسمه علي من زوجة تدعى سميرة، كانت إجابة صدام للمحقق: "إذا قلت لك نعم. هل ستقتلونه مثل ما قتلتم عدي وقصي؟". و يشير الكاتب والمحلل المخابراتي في التقرير الذي نشرته الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، قال «أنا قررت أنني لن انتقد الوطنيين الذين يعملون بجد من وكالة الاستخبارات المركزية لمعلومات استخباراتية خاطئة في العراق». ولكن هذا هو بالضبط ما فعله، وألقى باللوم على وكالة عن كل ما حدث من خطأ ودعا "التخمين" إلى تحليله حين سماع إلا ما يريد سماعه. و تقول الصحيفة ان «لا أريد» هنا لا تعني أن صدام كان بريئا، بل وكان دكتاتورا لا يرحم الذين سقطوا في بلاده في حالة من الفوضى وسفك الدماء.