نشأت في بيئة فنية وخالها الفنان الكبير زكي رستم مسيرتها الفنية شابها كثير من التعثر والتخبط بسبب السجن عرفت الفنانة ماجدة الخطيب التي يوافق اليوم الذكرى العاشرة لرحيلها بملامحها الجميلة، وصوتها الذي يتميز بنبرة تجبر كل من يسمعها على الانتباه لصاحبته، حيث لفت هذا الصوت المميز الأسماع إليها، وكانت موهبتها وحضورها يؤهلانها لأن تؤدي جميع الأدوار وتكون واحدة من نجمات الصف الأول في فترة الستينيات. ومع هذا التميز والتفرد إلا أن مسيرتها شابها التعثر والتوقف ببعض الاختبارات الفنية الخاطئة وأيضًا بعض الأحداث الحياتية التي أثرت عليها بشكل كبير، وفي ذكرى رحيلها يرصد "صدى البلد" أهم محطاتها الفنية التي استمرت ما يقرب من نصف قرن. دخلت ماجدة الخطيب عالم الفن في بداية الستينيات، حيث نشأت في منزل فني فهي ابنة أخت الفنان الكبير زكي رستم، الذي أمتعنا بالكثير من الأعمال الخالدة التي أثرت السينما المصرية والعربية، بدأت مشوارها بدور صغير في فيلم (حب ودلع) ثم توالت عليها الأعمال الفنية حتى بدأت تقدم أدوارًا للبطولة المطلقة في بعض الأعمال، منها فيلم (البيت الملعون) وفيلم (دلال المصرية)، والذي كان أول بطولة مطلقة لها. شاركت في أكثر من 50 فيلما سينمائيا منها "شيء في صدري"، و"قنديل أم هاشم"، و"بيت الطالبات"، و"قصر الشوق"، و"ثرثرة فوق النيل"، و"حبيبي دائما"، كما تألقت في أواخر مشوارها في العديد من الأعمال الدرامية مثل مسلسل العصيان وريا وسكينة. كانت الجرائم التي اتهمت فيها الخطيب سببًا قويًا لتعطيل مسيرتها الفنية، إلا أنها استطاعت أن تعود ثانية بعد قضاء فترة عقوبتها، فقد كانت جريمتها الأولى اتهامها في جريمة قتل عن طريق الخطأ عندما كانت تقود سيارتها وهي مخمورة، حيث اصطدمت بشاب يدعى سيد عبد الله، ليتوفى في الحال، حيث قضت المحكمة بحبسها عامًا كاملا مع الشغل وتغريمها 50 ألف جنيه وكفالة 5 آلاف جنيه لوقف التنفيذ. أما الجريمة الثانية فكانت عندما تم ضبط كمية من المخدرات في سيارتها، وادّعت آنذاك بأن هذه المخدرات كانت لتمثيل أحد المشاهد الفنية في فيلم (ابن تحية عزوز) ولم تقتنع المحكمة بهذه الادعاءات حتى قُبض عليها، وتمت معاقبتها بالحبس 3 سنوات، لتقوم ماجدة الخطيب بقضاء فترة عقوبتها خلف القضبان، حيث تعرضت للعديد من المواقف، أشهرها كما جاء على لسان آمال بهنسي الشاذلي، رئيس الجهاز الاجتماعي بسجن النساء وقتها، حيث صرحت بأن ماجدة الخطيب قشرت أكثر من 30 جوالا من البصل طوال فترة تواجدها في سجن النساء، ولهذا السبب كانت الخطيب تبكي كثيرًا بفعل دموع البصل القوية. وبعد انقضاء فترة العقوبة عادت الخطيب لنشاطها الفني ولكن بنفس كسيرة، ولم تعد بهذا التوهج، بل بدأت تتكاثر عليها الآلام النفسية والجسمانية حتي دخلت في متاهات صحية عديدة، فعانت من غيبوبة كاملة لمدة أسبوعين لترحل ماجدة الخطيب في مثل هذا اليوم من عام 2006، بعد مشوار مليء بالنجاحات والانتصارات والانكسارات، حتى اعتبرها النقاد أنها من أكثر الفنانات اللاتي ظلمن في تاريخ السينما المصرية، فقد قدمت ماجدة الخطيب 25 فيلمًا في السبعينيات، بما يعادل ربع ما قدمت من أعمال خلال مشوارها الفني كله، ولكن في فترة الثمانينيات لم تقدم إلا 12 فيلمًا فقط وكانت معظمها دورًا ثانيًا.