سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المادة الخام" سلاح لمواجهة جنون الدولار.. غرفة صناعة الدواء تقترح إنشاء بورصة للتصنيع ..نصار: مصر تستورد 85% من المواد الفعالة..والصيادلة تطالب بتفعيل البروتوكول الموقع مع الصين
الصيادلة: شركات استيراد الأدوية سبب عدم امتلاكنا لمصنع "المادة الخام" صيدلي: إنتاج المادة الخام للعقاقير يحمي أمننا القومي تعتبر تجارة الدواء ثانى أكبر تجارة على مستوى العالم بعد تجارة الأسلحة وتتميز تجارة الدواء بالرواج نظرا للربحية العالية من ناحية ونظرا لأهميتها وعدم قدرة البشر على الاستغناء عنها من ناحية أخرى, فالإنسان قد يستغنى عن بعض أنواع من الطعام وقد يستبدل نوعا من الطعام بنوع آخر إلا أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك مع الدواء. والتداوى وتناول الأدوية قديم بقدم الإنسان نفسه إلا أنه وبعد الثورة الصناعية وبعد تطور العلوم الصيدلانية أصبحت صناعة الدواء مهنة احترافية مستقلة بذاتها ولها قواعدها ونظمها, بل وأقيمت لها الهيئات والوزارات لمتابعتها والتأكيد على جودتها ودقتها بعد أن أصبح الدواء ينتج من شركات ومصانع عملاقة مخصصة لهذا الغرض فقط ، وأن امتلاك مصر مصنعا لإنتاج المادة الخام سيساهم في تقليل الاعتماد على الأدوية المستوردة بالعملة الصعبة وكذلك حماية الأمن القومي للبلاد لذا حرص " صدى البلد "فتح هذا الملف. فى البداية قال الدكتور محمد نصار ، المنسق العام لمشروع إنتاج المواد الخام الدوائية، أن مصر تمتلك بنية أساسية قوية فى الصناعة الدوائية حيث تصنع أكثر من 90% من احتياجاتها من الدواء كما أنها تقوم بالتصدير للعديد من دول العالم النامى إلا أن الصناعة الدوائية فى مصر مقتصرة على تصنيع الدواء فى شكله النهائى فقط أى أنها لا تقوم بتصنيع المواد الخام الدوائية حيث إن مصر تقوم باستيراد أكثر من 85% من المواد المضافة وكل المواد الفعالة تقريبا مما يعنى ان الصناعة الدوائية فى مصر غير مكتملة فى الحقيقة وتقوم على إخراج الدواء فى شكله النهائى لكن دون أن تصنع الدواء ذاته. وأكد نصار في تصريحات خاصة ل"صديى البلد" أن سوق الدواء العالمى يشهد منافسة شرسة بين الدول والشركات فى تصنيع الدواء وخاصة بعد دخول الصين والهند فى هذا المجال بقوة خاصة وأن إنتاجهم للمواد الخام الدوائية بأسعار زهيدة مقارنة باسعار مثيلاتها التى تنتجها الشركات الأوروبية والأمريكية وبمستوى جودة جيد وإن كان أقل قليلا من جودة المواد الخام المصنعة أمريكا أو أوروبا مما يجعل الدخول فى هذة المنافسة محفوفا بمخاطر الخسارة والكساد بشكل كبير بالإضافة إلى قلة الخبرات فى هذا المجال حيث إنه يعتبر جديد نسبيا ولا تتوافر خبرات مصرية كثيرة فيه. وشدد علي ضرورة التعاقد مع بعض الشركات الآسيوية الرائدة فى هذا المجال لتوفير التكنولوجيا اللازمة لهذا المشروع وبأقل التكاليف مقابل منافع مشتركة للجانبين, وذلك لتقليل تكاليف النقل والجمارك وتفادى مشاكل الحفظ والرطوبة التى تتعرض لها المنتجات المستوردة بجانب دعم الدولة لهذا المشروع الاستراتيجى لأن وجود هذا المشروع داخل مصر يجنب الدولة كثيرا من مشاكل تقلبات السوق ونقص الأدوية بجانب البعد الاستراتيجى لهذا المشروع سياسيا واقتصاديا فضلا على تأمين هذا الجانب الخطير فى الأمن القومى. أما الدكتور محمد أشرف، سكرتير غرفة صناعة الأدوية ،فقد أكد أن مصر في أوائل الستينيات كان لديها مصنع لإنتاج المادة الخام الخاصة بالعقاقير بالتعاون مع شركات أجنبية وهو مصنع النصر والذي لم يدم طويلا وبدون معرفة الأسباب تحول المصنع من إنتاج المادة الخام إلي توزيع الأدوية بعد تدخل أيادي خفية علي حد وصفه، والتي أدت إلي تعطيل صناعة المادة الخام وذلك لخدمة أغراض ومصالح شخصية. ولعودة صناعة المادة الخام والخاصة بالعقاقير، أكد سكرتير غرفة صناعة الأدوية في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن مصر تحتاج إلي نقل الخبرات العالمية في هذا المجال بالإضافة إلي تدريب الأيدي والكوادر لخوض هذا المجال بالإضافة إلى توافر الإرادة السياسية بجانب عنصري الوقت والمال ، مشيرا إلي أن أفضل الأماكن لإنشاء تلك المصانع هو محور قناة السويس وذلك توفيرا لتكاليف النقل. و اقترح سكرتير غرفة صناعة الأدوية أن يتم دعوة شركات صناعة المواد الخام العالمية والتي تتنوع بين إماراتية وهندية وصينية لعمل بورصة ومركز تجاري عالمي لبيع وتصنيع المادة الخام في منطقة محور قناة السويس مع منحهم حوافز استثمارية لزيادة أرباحهم في مقابل أن تتعاون تلك الشركات مع الدولة في تعليم المصريين وتدريبهم علي إنتاج المادة الخام الخاصة بإنتاج العقاقير. ومن جانبه أكد الدكتور صبري الطويلة ، رئيس لجنة صناعة الدواء بالنقابة العامة لصيادلة مصر، أن امتلاك مصر مصنعا لإنتاج المادة الخام سيساهم في القضاء علي أزمة استيراد الأدوية من الخارج بالإضافة إلي تقليل أسعار العقاقير الذي يتسبب في إرهاق المواطنين ماديا ولاسيما في الأدوية الحيوية، مشيرا إلى أن غياب الإرادة السياسية ومحاربة شركات استيراد الأدوية سواء كانت المحلية أو متعددة الجنسيات بجانب غياب الرؤية وعدم توافر العزيمة كلها أسباب لعدم امتلاك مصر مصنعا لإنتاج المادة الخام حتى الآن. وأوضح الطويلة في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن امتلاك مصنع لإنتاج المادة الخام لا يمكن للقطاع الخاص القيام به وحده دون دعما من الدولة والتي يجب عليها مساندة هذا المشروع لأنها صناعة عالية التكلفة بالإضافة إلي دعم أواصر التواصل مع دول افريقيا واسيا من أجل فتح اسواق تصدير اليها حتي تتمكن صناعة المواد الخام من الاستمرار ، مشيرا إلي أنه كان هناك بروتوكول تعاون مع دولة الصين للمشاركة في انتاج المادة الخام للعقاقير علي ارض مصر ولكن هذا البروتوكول لم ير النور حتي الآن دون معرفة الأسباب. وألمح رئيس لجنة صناعة الدواء بالنقابة العامة لصيادلة مصر إلي هناك شركتين مصرييتن احدهما مملوكة للدولة وهي شركة النصر تقوم بإنتاج المادة الخام ل 15 منتجا دوائيا والأخري مملوكة للقطاع الخاص وهي شركة فاركو والتي تقوم بإنتاج المادة الخام لأدوية فيروس سي ، معربا عن تمنياته بالتوسع في مجال صناعة المادة الخام الفترة القادمة لحماية المريض المصري من سيطرة شركات الاستيراد عليه.