حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الصحة السابق يكشف اسرار صناعة الدواء في مصر


أجرى الحوار: حموده كامل
يعد الدواء احد اضلاع مربع الحياة مع الطعام والكساء والسكن،ولان ملف الدواء في مصر هو الوجه الاخر لملف الصحة الذي يهم كل مواطن على ارض المحروسة ، الامر الذي جعل مندوب موقع اخبار مصر www.egynews.net يحمله معه وهو يلتقي الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة السابق ورئيس احدى شركات الادوية،ودار حوار فيما يلي نصه:
- تعد صناعة الدواء من الصناعات المهمة والحيوية والاستراتيجية،فما هو الوضع في مصر والعالم العربي؟
* صناعة الدواء موجودة وقائمة بمصر منذ سنوات طويلة، فعندما انشأ طلعت حرب رجل الاقتصاد المصري بنك مصر انشأ من خلاله أول شركة ادوية في 1939، وكثير من الدول في المنطقة استشعرت ان الدواء جزء مهم وحيوي في اثناء تكوين كيانها.
وأنا لا أتحدث عن الدواء من منطلق انه تجارة تحقق ربحية عالية وهذة حقيقة لا استطيع انكارها ولكن من منظور اخر، فقد تكون هناك سهولة في استيراد الدواء من الشركات متعددة الجنسيات او الشركات العالمية، وقد لا تكون الاسعار حاجزا في بعض الاحيان، ولذا فأنا أتحدث عن مبدأ الإتاحة. فهناك مادة كيماوية تدخل في صناعة المضادات الحيوية تسمى "الاموكسيسيلين"كانت تباع في مارس 2007 ب 22 دولار وبعد أن دخلت الصين والهند بشدة في صناعة واستهلاك مواد غذائية تستخدم فيها هذه المادة الكيماوية، تخطى سعرها اليوم 60 دولاراً.
فالخطورة ليست في ارتفاع السعر بل تكمن في الكمية المتاحة للشركات المصنعة من المواد الخام والمواد الداخلة في الصناعة والتي تؤثر بالضرورة على سعر الدواء المطروح للمستهلك.
ولذلك نجد انه من 20 عاما كان عدد شركات الدواء في الامة العربية 40 شركة مقابل 7000 شركة عالمية وكانت تلك الشركات تستورد المواد الخام ثم تصنع منها الاشكال المختلفة للمكونات الدوائية كبسولات واقراص وحقن الخ، والان يوجد 240 شركة دواء عربية مقابل 1000 شركة عالمية . فالشركات العالمية قلت من 7000 الى 1000 لانهم انشأوا كيانات عملاقة وهذا الاندماج العملاق اصبح يعطي قوة اكبر ويمكنهم من زيادة الابحاث وتصنيع ادوية اغلى وهكذا وهذة الشركات تعمل بالتدريج على التخلص من الادوية التقليدية المشهورة ويتجهون الى ادوية تعتمد على ال Biotecnology الباهظة الثمن والمربحة جدا في ذات الوقت. بينما اكبر مشكلة تواجة الإستثمار العربي في الدواء هو الفردية.
فالشركات العربية ال240 ينافسون بعضهم البعض في نفس الاشكال والمركبات الدوائية .
الانتاج لا يكفي احتياجات السوق
-ما هي ملامح سياسة انتاج واستهلاك الدواء في مصر والعالم العربي ؟
احد مصانع الادوية
* عدد مصانع الادوية في مصر يبلغ 85 مصنعا ما بين قطاع عام وخاص واستثمار عربي واجنبي بالاضافة الى مصانع استثمار مصري اجنبي مشترك.
ويقدر حجم استهلاك الدواء في مصر نحو 2,7 مليار دولار (حوالي 14, مليار جنية) بواقع 93% انتاج محلي و7% مستورد.
أما الانتاج فيعتمد على حوالي 85% من الخامات المستوردة حيث لا تتعدى نسبة الخامات المصرية في الصناعة 35%.
في 1998 ارتفع انتاج الدواء في العالم العربي الى 2,15 مليار دولار بينما بلغ حجم الاستهلاك 4,5 مليار دولار في الدواء وهذا يشكل 1,5 % من الاستهلاك العالمي.
وتقول التقارير ان انتاج الدواء العربي سيصل الي 2,5 مليار دولار مع بداية القرن ليغطى 45% من الاستهلاك المقدر ب5,5 مليار دولار .
واستهلاك الدواء في العالم العربي يتزايد بشدة وهذا لعدة اسباب:
اولا بسبب الزيادة المطردة في عدد السكان.
ثانيا ازدياد الامراض واكتشافها.
ثالثا متوسط عمر الانسان في العالم العربي يتحسن بشدة.وعلى سبيل المثال كان متو سط عمر الانسان بمصر منذ 20 عاما المرأة كان حوالي 58,8 عاما واليوم نتحدث عن 72,3 عاما، بينما كان الرجل 54 سنة اصبح 65 سنة، ومع ذلك فالمجتمعات العربية تعد مجتمعات شابة فعدد سكان مصر اقل من 18 سنة يصل الي 33 مليون نسمة أي ان 46% من السكان اقل من 18 سنة .
فقد حققنا في البلاد العربية نسبة عالية من المنتجات المستهلكة محليا انما معظم المواد الخام ومعظم مدخلات الصناعات الدوائية مثل الاغلفة التي يوضع بها الدواء مستوردة من الخارج وهذا يشكل العبء لأن المدخلات مازالت مكلفة .
اسباب المشكلة في صناعة الدواء في مصر والعالم العربي
- ما هي المشكلة الرئيسية في مجال الدواء؟
اؤكد ان المشكلة التي تؤثر فى المنطقة العربية هي تصنيع الخامات الدوائية ، وأؤكد أن الخامات الدوائية المستوردة من الهند او الصين او حتى اوروبا
تكلفتها اقل من تلك التي تنتج محليا،وهذا يرجع الى عدة اسباب منها :
* تشرذم الاسواق العربية في وحدات تسويقية اقليمية .
* الصناعة الدوائية العربية لم تخط خطوات كبيرة سوى في عقد التسعينات رغم ان بدايتها من الثلاثينات.
* كثرة عدد مصانع الادوية الصغيرة التي يبلغ متوسط انتاج المصنع الواحد اقل من 13 مليون دولار سنويا بينما الشركات العالمية تندمج وتتعاظم
لتصل مبيعاتها الى مليارات الدولارات.
* التنافس الشديد بين المصانع العربية سواء في اسواقها القطرية الضيقة او في اسواق التصدير المحتملة اضافة الى التنافس الاشد مع الشركات الاجنبية.
* فضلا عن عدم وجود مراكز علمية متخصصة للبحث والتطوير في المجال الصيدلاني.
فلا تستطيع مصانع الادوية العربية مجتمعة ان تمول عمليات البحث والتطوير لمستحضر دوائى جديد واحد حيث تقدر تكلفة ذلك بحوالي 300 مليون دولار
90% من صناعة الدواء تعتمد على الاستيراد
-إذا كان 90% من صناعة الدواء تعتمد على الاستيراد من الخارج فالى اى مدى يمكن ان تتاثر صناعة الدواء العربية اذا امتنعت هذه الدول عن تصدير هذه المواد الخام لنا ؟
* نظريا نعم ، ولكن عمليا هذا لن يحدث ، لانه مازال هناك تنافس شديد بين الشركات المنتجة للمواد الخام ، ثم انه ليس هناك دولة فى العالم مهما كانت كبيرة تنتج وتصنع كل المواد اللازمة لصناعة الدواء ،لاالمواد الخام ولا المواد الاولية ولا المدخلات الاخرى ، لذلك يجب ان يكون هناك تكامل ، لكن احنا نقدر نقول انه لن يحدث منع ولكن تحديد واتاحة ، لذلك نحن يجب ان نبحث عن المصادر البديلة ، وزي ما قلت واتكلمنا عن المصنع المقام عند العين فى سلطنة
عمان .
- كيف ترى مستقبل صناعة الدواء في مصر والعالم العربي؟
* هناك مصانع تنتج الدواء بجودة عالية وتستطيع المنافسة في انتاج الدواء ،ولدينا كوادر بشرية علمية وادارية وفنية متخصصة في الطب والصيدلة وغيرها من العلوم المتعلقة بتلك لصناعة.
إلا أنه في الوقت الذي تسعى فيه الشركات العالمية للتوحد لكي تحقق انجازات دوائية متقدمة وبحوثا متقدمة، الا ان الصناعة الدوائية العربية تعاني من التفريخ نتيجة الاستثمار الفردي بغية الربح المادي.
توقعت التقارير ان يصل الانتاج الدوائي العربي إلى حوالي 2,5 مليار دولار مع بداية القرن ال21 ليغطي حوالي 45% من الاستهلاك والمقدرب 5,5 مليارات دولار.
وقد صل حجم الاستثمار في الصناعات العربية الدوائية نحو 4 مليارات دولار,وذكرت ورقة عمل ان عدد المصانع في الوطن العربي بلغ 185 مصنعا.
كما حققت بعض الدول العربية تقدما في الصناعة الدوائية حيث تمكنت من تغطية نسبة مرتفعة جدا من استهلاكها ففي مصر تغطي الصناعة الوطنية ما يزيد على 90% من استهلاك الدواء وفي المغرب 85% وفي سوريا 75% وفي اليمن 40% والسعودية والامارات 20% اما في لبنان فتصل الى اقل من 12%.
- لأي مدى تساهم صناعة الدواء في مصر والعالم العربي في حل مشكلة البطالة ودعم الاقتصاد فى ظل زيادة اعداد خريجى كليات الصيدلة ؟
* بالطبع الصناعات الدوائية تقدم سوقا واسعا للعمالة المتخصصة فهي توفر فرص عمل لاكثر من 50 الف مواطن عربي.
والصيادلة فى مصر من اكثر الناس استقرارا ، ورغم جو البطالة الذى يعيشه الخريجون فى مصر الا ان خريجى كليات الصيدلة هم الوحيدون الذين يطلبون الغاء تكليفهم من وزارة الصحة ليتمكنوا من العمل فى شركات الادوية والصيدليات .
كما تشارك في دعم الاقتصاد الوطني رغم تواضع حجم الانتاج الدوائي العربي الذي يبلغ 2,15 مليار دولار مقارنة بالانتاج الاجمالي العالمي الذي يبلغ 500 مليار دولار، فالصناعة العربية توفر مبالغ كبيرة في حال اضطرت الى استيراد الادوية التي يتم تصنيعها عربيا بسبب انخفاض اثمان الادوية العربية مقارنة بالادوية الاجنبية.
سبل تطوير صناعة الدواء العربية
- ما هي الاقتراحات لتطوير صناعة الدواء المصرية والعربية ؟
* هناك امور لابد من اتباعها والالتزام بها لكي يتم تطوير صناعة الادوية عندنا كما يلي:
اولا: التقيد من قبل مصانع الادوية العربية بالتعليمات الفنية وبشروط التصنيع الجيد ومواصفات الجودة العالمية.
ثانيا: المباشرة في خلق سوق دوائية عربية مشتركة تؤمن المجال اللازم لنمو الصناعة الدوائية واعتبار البلدان العربية سوقا انتاجيا واستلاكيا واحدا.
ثالثا: وضع خطة لتطوير الصناعة الدوائية العربية ورفع انتاجها من 4,5 مليارات دولار الى حوالي 8,5 مليارات دولار سنويا.
رابعا: اتخاذ موقف موحد تجاة اتفاقية الجات والتمسك بتطبيق فترة السماح الانتقالية وهي عشر سنوات والتى تمنح الدول النامية التي ترغب في تأخير تطبيق الاتفاقية فيما يتعلق باتفاقية حماية الملكية الفكرية للمنتجات الدوائية ووضع قوانين خاصة ببراءة الاختراع.
خامسا: تطوير صناعة الدواء بالاعتماد على البحث العلمي والمعرفة التكنولوجية وفقا لاستراتيجية تكاملية بين الدول العربية التي تستطيع ان تحقق ميزة تراكمية بدلا من انتهاج طرق الصناعات الافقية التي تعتمد على زيادة عدد المصانع الدوائية حيث ان انتهاج طرق الصناعات الافقية يشتت الجهود بحيث لا تضيف اية ميزة نوعية في هذة الصناعة لدى الدول العربية ويجعلها غير قادرة على المنافسة في ظل سيطرة الشركات الكبرى على صناعة الدواء في العالم، ويكفي ان نشير الى احدى شركات الادوية العالمية التي تنفق 5 مليارات دولار سنويا على الابحاث العلمية فقط بينما رأس مال 48 شركة ادوية محلية في حدود هذة القيمة.
سادسا: اسستخدام اسلوب اداري يعتمد على التطوير الكيفي الذي يضيف تراكما في الاداء فقد ثبت ان ما تركز عليه الشركات الكبرى وهو ما تفتقر اليه صناعة الدواء العربي واذا ما توفر هذا العنصر فان هذة الصناعة ستكون قادرة على فرض نفسها كشريك فاعل تبحث عنه شركات الادوية الكبرى.
سابعا: الدخول في اندماجات عربية، فإننا نجد ان جلاكسو ولكام وسميث كلاين بيتشام لصناعات الدواء تم اندماجهما ليشكلا اكبر مجموعة لانتاج الدواء ليليها اندماج شركتي فايزر ووارنر لامبرن مكونتين ثاني اكبر مجموعة دوائية في العالم. اما على مستوى الشركات المصرية فقد حدثت حالة وحيدة للامتلاك حيث اشترت شركة جلاكسو ولكام 10% من شركة امون للادوية.
ثامنا: انشاء مراكز اتاحة حيوية، إذ تعتبر هذة المراكز على درجة عالية من الاهمية وقد أسست"اكديما" اول مركز دولى للاتاحة الحيوية والبحوث الصيدلية ما من شأنه ان يخفض تكاليف تحليل العينات بالخارج بما يزيد عن 90% من التكلفة.
تاسعا: تأسيس صناعة خامات دوائية بما يقلل من الاعتماد على الاستيراد فيما يخص مدخلات انتاج الدواء وبالتالي يرفع هذا العبء عن كاهل الاقتصاد العربي من جهة ويتيح فرص تنافسية افضل من جهة اخرى.
كبسولات الدواء في مصر بريئة من الخنازير
-الكابسولات الجيلاتينية التى تستخدم فى صناعة الدواء المستورد يدخل فيها شحم خنزير ، فما هو البديل فى الوطن العربى حتى لا يضطر الناس لذلك؟
* نحن فى مصر تمكنا من انتاج كبسولات ليس فيها خنزير، فيجب ان يحدث تكامل وتقوم الدول العربية والاسلامية بتشجيع بعضها .
- ولكن ما الذي يميز صناعة الادوية المصرية عن غيرها في السوق العربية ؟
* هناك الكثير من الامور التي تميز صناعة الادوية عندنا منها:
1-استقرار سوق الدواء وتغطية انتاج شركات الادوية اكثر من 93% من اجمالي حجم استهلاك الادوية في مصر
2- استقرار الاسعار خلال السنوات الثلاث الاخيرة حيث تقوم الشركة القابضة للادوية وغيرها من الشركات بتثبيت اسعار الادوية عن طريق تمويل الفرق بين التكلفة وسعر البيع.
3- نمو السوق المحلي نتيجة ارتفاع معدلات النمو السكاني حيث تعتبر مصر من اكبر اسواق الادوية بالمنطقة فضلا عن انشاء مصانع جديدة على النظم التكنولوجية الحديثة لمواكبة التطورات العالمية.
4- البدء في انشاء شركات متخصصة للابحاث والتطوير لمواجهة اثار تطبيق التربس وانشاء شركات متخصصة للتصدير لفتح اسواق جديدة وقد بدأ ذلك بالفعل في شرق وغرب افريقيا وبعض دول الاتحاد السوفيتي السابق.
5-التركيزعلى الصناعات الدوائية المتخصصة وتحديدا لانتاج الامصال واللقاحات ومشتقات الدم فضلا عن الاشكال الصيدلية الحديثة كالبخاخات واللصقة وكبسولات الزرع تحت الجلد.
خطة لتخفيض اسعار الدواء في الوطن العربي
-هل هناك خطة لتكامل الادوار فى الوطن العربى لتخفيض اسعار الادوية لتصل الى المستهلك العربى باسعار اقل من الاسعار العالمية ؟
* السيطرة على صناعة الدواء والتسعير الجبرى الحكومى فى معظم الدول العربية يجعل اسعار الدواء فى مصر والدول العربية بسعر معقول وهناك حكومات تجعل للدواء سعر جبرى لكن هناك ادوية جديدة تعتمد على التقنيات الحيوية الجديدة وهذه تكون مكلفة للغاية والحل فى هذه الحالة هو تطبيق نظام التامين الصحى الشامل لكل مواطن ،هذا شئ.
والامر الثاني هو ان تتكاتف شركات الدواء العربية فى عملية اندماجات قوية مثلما عملت الشركات الاجنبية بحيث تحسن من امكانيات البحث العلمى والتقنى فتصل الادوية الى المواطن العربى وهذا ما نسعى اليه ولكن فى كثير من الاحيان تتدخل العوامل السياسية فى العوامل الاقتصادية .
-ما الذى قدمته للخدمة الصحية وصناعة الدواء بالوطن العربى حينما كنت مسئولا عن المكتب التنفيذى لوزراء الصحة العرب؟
*فى الحقيقة ، انا ظللت لمدة 5 سنين رئيسا للمكتب التنفيذى لوزراء الصحة العرب
ووقتها طلبت من وزراء الصحة العرب ، وكلنا اطباء واصدقاء ايضا ، ان نتكاتف ونتعاون لخدمة المواطنين فى الدول العربية ونتخطى كل المواقف السلبية والمعوقات .
الاعشاب ليست علاج وانما مكملات غذائية
-هل عملية انتشار التداوى بالاعشاب فيما يعرف بالطب البديل لها تاثير على صناعة الادوية فى الوطن العربى؟
* يجب اولا ان نوضح ان الاعشاب والادوية الطبيعية ليست علاج وانما هى مكملات غذائية وعلاجية وتناولها لايغنى عن استعمال الادوية التى يصفها الاطباء المتخصصون ، وهى تعالج وتسكن الاعراض ولكن لاتعالج الامراض ولايجب الانسياق وراءها والاعلانات التى تقول ان كذا يعالج كل الامراض ، هل هناك حاجة تعالج كل الامراض وانما يجب تناول الصحى منها مع الادوية ،ولكن هذا لايؤثر بأى شكل على صناعة الدواء لافى مصر والعالم العربى ولا فى غيره.
ولكنى ادعو الناس جميعا الى الاهتمام بتغذيتهم ليكون الغذاء صحيا ومتوازنا فطبق السلطة المتكامل على سبيل المثال يمد الجسم بالكثير ويقيه ايضا من الكثير لان الوقاية خير والعلاج ايضا خير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.