* تجمّع إسلامي: مستشار ترامب الجديد يروج نظريات مؤامرة ضد المسلمين * انتقادات لاختيار بانون كبير المخططين الاستراتيجيين * تدشين تحالف إسلامي يهودي ضد ترامب بعد مرور أقل من أسبوع على الإعلان عن الفوز غير المتوقع للجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية، والذي أعقبه احتجاجات شملت العديد من المدن، وصاحبها اندلاع اعتداءات وجهت للأقليات في الولاياتالمتحدة وكان في مقدمتها المسلمين و اليهود، جاء الإعلان عن أعضاء الفريق الرئاسي كصدمة جديدة. فقد تنوعت اختيارات ترامب لمناصب إدارته بين "يميني" كرئيس لفريق عمله، وآخر"براجماتي" في منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، وثالث مثلي كمستشار لشؤون التكنولوجيا، وعلقت صحيفة هاأرتس الإسرائيلية بقولها إن ترامب وبانون مكنا اليمين المتطرف من دخول البيت الأبيض. وتولي راينس بريبوس، الأمين العام للحزب الجمهوري لمنصب رئيس مكتب موظفي البيت الأبيض، كما اختار الرئيس التنفيذي لشبكة "بريتبارت نيوز" الإخبارية الإلكترونية، ستيف بانون، الذي قاد حملة ترامب الانتخابية، لمهمة كبير الخبراء الاستراتيجيين وكبيرا للمستشارين، وهي شخصية تحسب على أقصى اليمين. ويأتي اختيار أمين عام الحزب الجمهوري راينس بريبوس كشخصية متوازنة وبراجماتية كمحاولة من ترامب لتحقيق توازن داخلي في إدارته، وقال بريبوس: "أنا ممتن للغاية للرئيس المنتخب الذي منحني هذه الفرصة كي أخدمه وأخدم هذه الأمة من خلال عملنا على خلق مناخ اقتصادي يخدم الجميع، ويؤمن حدودنا، ويلغي ويستبدل نظام "أوباما كير" الصحي علاوة على تدمير الإرهاب الإسلامي المتطرف"،حسب قوله. ووفقا لمنصبه، بريبوس (44 عاما) سيهتم بالعلاقة بين البيت الأبيض والكونجرس الأمريكي، وبالخصوص مع الجمهوريين بداخله، لأنه محامي وأمين عام الحزب الجمهوري ويتمتع بشبكة علاقات طيبة مع الكونجرس، وإحدى أهم مهام بريبوس أيضا هو العمل على تنفيذ مخططات الرئيس الخارجية والداخلية. أما بالنسبة لستيفان بانون فسيكون عليه الاهتمام بالعلاقات مع اليمين المتطرف والإعلام الأمريكي القريب من اليمين، يبلغ بانون من العمر 62 عاما، وعمل في مجالات عدة خلال مسيرته المهنية، وخدم في البحرية الأمريكية، خاصة في الخليج. كما عمل في وحدة عمليات الأساطيل البحرية في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وبعد تقاعده اتجه للعمل التجاري. وبعد تخرجه من مدرسة هارفارد الاقتصادية عمل في بنك غولدمان ساكس، ثم اتجه للعمل في مجال الإعلام، وأنشأ شركة لإنتاج الأفلام، أنتجت أفلاما وثائقية حول الجمهورية سارة بيلين والرئيس الأمريكي الجمهوري الأسبق رونالد ريجان، وقد أنشأ شركته لإنتاج أفلام في مواجهة شركة المخرج الأمريكي اليساري مايكل مور. ووصفت الجمعية القانونية لمكافحة الفقر والعنصرية وصفت شبكة "بريتبارت نيوز" الإخبارية التي يديرها بانون على أنها "طاحونة بوربجاندا قومية للعرقية البيضاء تهاجم المهاجرين بشدة وتربط الإرهاب والجريمة بالأقليات". ورغم أن ترامب يعمل الآن على نهج خطط أقل حدة بعد انتخابه رئيسا، والابتعاد عن الخطاب الشعبوي الذي ميز حملته الانتخابية، فإن اختياره هذا لشخصية مثل بانون ككبير مستشاريه تجعل من الصعب على الرئيس الأمريكي إقناع المراقب والناخب الأمريكي الذي لم يصوت لصالح ترامب، الذي فاجأ الأمريكيين أيضا باختيار شخصية ثالثة لم تكن منتظرة للعمل كمستشار للشؤون التكنولوجية ضمن إدارته الجديدة، حيث وقع اختياره على بيتر تيل، الألماني الأصل وأحد مؤسسي موقع "بي بال" الشهير للدفع المالي عبر الإنترنت، وهو من أول المستثمرين في موقع فيس بوك. و بيتر تيل القادم من وادي السليكون مثلي جنسيا، تبرع لحملة ترامب بحوالي 1.25 مليون دولار، وتحدث كأول مثلي جنسيًا خلال حملة للجمهوريين وقال :"أنا فخور بكوني جمهوري، أمريكي ومثلي جنسيًا". و بيتر تيل (49) عامًا وتخرج من جامعة ستانفورد وعمل بعد تخرجه لدى أحد القضاة الاتحاديين، وبعدها في شركة محاماة، وذكر مرة أن حلمه هو العمل كقاض دستوري لكنه أختار أن يساند الرئيس المنتخب في مهامه، ولهذا سينتقل للعمل من كاليفورنيا إلى واشنطن، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز". ولم تكتمل صورة الإدارة القادمة بالكامل، فالوزراء لم يتم تعيينهم بعد، كما ليست هناك معلومات حول الشخصيات المرشحة لمناصب العليا في إدارة ترامب، وهناك شعور لدى ترامب بوجود عدم رضا كبير في الشارع بسبب انتخابه، ولذلك فهو يتحدث عن ضرورة جمع "الأمة المنقسمة"، كما يبدو أن اختياراته لقيادة المناصب ستكون بمثابة رسائل لإرضاء الجميع. وهذا ما يشرح تصريحاته للمتظاهرين ضد انتخابه عندما قال: "لاتخافوا، سنعمل على إصلاح بلادنا"، طالبا منهم أن يمنحوه "قليلا من الوقت". وندد نواب ديمقراطيون بارزون إلى جانب هيئات إسلامية أمريكية بقرار ترامب، تعيين بانون بمنصب مستشار خاص وكبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، مشيرين إلى أنه "يمثل انتصارا للقوى المنادية بتفوق أصحاب البشرة البيضاء"، كما اتهمت هيئة إسلامية بانون ب"نشر الشائعات ونظريات المؤامرة المعادية للمسلمين". وأصدر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" بيانا وصف فيه بانون بأنه "معاد للمسلمين ويميني متشدد وصاحب نظريات مؤامرة معادية للمسلمين. وتابع المجلس في بيان له بالقول إن بانون أدار سابقا منشورا تحت اسم "بريتبارت نيوز" كان يروّج نظريات مؤامرة ترسم "صورة داكنة ومرعبة" حول الأمريكيين المسلمين وتستهدف أيضا النساء والملونين والمهاجرين. واتهم المجلس أيضا بانون بتقديم برنامج إذاعي عبر الراديو كان العديد من ضيوفه من بين "المروجين للدعاوى العرقية المعادية للمهاجرين والمسلمين" ونقل بيان للمجلس عن نهاد عوض، مديره التنفيذي، قوله إن وصول بانون إلى هذا المنصب يعني دخول نظريات المؤامرة المعادية للمسلمين إلى البيت الأبيض. ودعا عوض ترامب إلى إعادة النظر في القرار بحال كان يرغب في توحيد أمريكا فعليا كما قال في خطاب إعلان انتصاره. ويعتقد بعض المحللين أن تعيين ترامب لبريبوس يهدف إلى رأب الصدع داخل الحزب الجمهوري وطمأنة كافة الأجنحة داخل الحزب إلى نيته مواصلة الحفاظ على بنيته بعد الجدل الكبير الذي فجره رفض شخصيات حزبية ترشيح ترامب للرئاسة، غير أن تعيين بانون أثار اعتراض الديمقراطيين أيضا، وهو ما عبر عنه زعيم الأقلية في الكونجرس، هاري ريد. وقال ريد في بيان للناطق باسمه، إن تعيين بانون يدل على "تمثيل على أعلى مستوى للقوى المنادية بالتفوق العرقي للبيض داخل البيت الأبيض." وبعد فوز ترامب، تحولت المخاوف من التعصب المتزايد إلى حقيقية واقعة بالنسبة لبعض الأمريكيين، حيث تم توقيف ثلاثة طلاب من مدرسة في ولاية بنسلفانيا رفعوا لوحة لحملة ترامب في حين يردد أحدهم "سلطة البيض"، وقالت المدرسة في بيان لها إنها أخذت هذه الحادثة على محمل الجد وتقوم بالتحقيق فيها. وقام الطلاب في كافتيريا مدرسة متوسطة بولاية ميتشجان بالهتاف "شيد الجدار"، وقالت المدرسة في بيان لها إنها تحدث مع الطلاب ل"مساعدتهم على فهم تأثير أقوالهم وأفعالهم". في ولاية كارولينا الشمالية شخص ما قام بطلاء عبارة "حياة السود ليست مهمة ولا تصويتهم"، وأفادت شرطة فيلادلفيا بوقوع حوادث كتابات على الجدران تحمل شعارات نازية، وفي حادثة منهم، تم كتابة اسم ترامب بالطلاء على نافذة مع رسم الصليب المعقوف بدل حرف T في اسمه. وأعلن عن تدشين تحالف وصفته ب"غير المعتاد" يهدف لاتحاد المنظمات اليهودية والإسلامية في أمريكا، وسبب فوز ترامب قلقا للأقليات في الولاياتالمتحدة بسبب أراء ترامب المتعصبة خلال حملته الانتخابية، وأضافت أن اثنتين من المنظمات اليهودية و الإسلامية، وهما "اللجنة الأمريكية اليهودية"، و"المجتمع الأمريكي لشمال كاليفورنيا"، قررتا، اليوم، تدشين تحالفا إسلاميا يهوديا باسم المجلس الاستشاري المسلم اليهودي. ونقلت صحيفة هاأرتس عن التحالف الجديد بيانه أنه يهدف لاتحاد زعماء المجتمعين اليهودي و الإسلامي للدفاع عن مصالحهم المشتركة. وأوضحت أن المجلس يتكون من 31 شخصا، ويسعي لحماية حقوق الأقليات وتدشين استراتيجية لمواجهة الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية. وذكرت هاآرتس أن من بين المنضمين للتحالف جوزيف ليبرمان السيناتور الديمقراطي السابق، الذي ترشح في انتخابات 2000 الرئاسية على منصب نائب رئيس الجمهورية.