عمت فرحة عارمة كل أرجاء مصر لصعود المنتخب الاوليمبى لكرة القدم لدورة الالعاب الاولمبية بلندن 2012 ، ورغم ان الصعود للنهائيات لا يعنى الفوز بميدالية ايا كان لونها ، ولكنه صعود فقط لدورة الالعاب الاولمبية التى غبنا عن المشاركة فيها لما يزيد عن العشرين عاما فى كرة القدم ، ومنذ الدورة الاولمبية الى أقيمت برشلونه 1992 . وقد صعدت مصر للمشاركة فى كرة القدم خلال الدورات الاولمبية عبر تاريخ الدورات الاولمبية عشر مرات فقط ، ومنذ ظهور مصر فى الدورات الاولمبية فى السويد عام1912 وكان الاشتراك رمزيا وبلاعب واحد في لعبة السلاح هو أحمد حسنين باشا الذي كان يدرس في جامعة كامبريدج بانجلترا وأحد أبطال الشيش وقد خرج من التصفية الأولي في فردي الشيش وفي سيف المبارزة ولم يحقق أي ميدالية أو حتي مركز شرفي. وتكشف المشاركات المصرية فى الدورات الاولمبية بأن ما حققته من ميداليات لا يتناسب مع مكانة شعب بهذه العظمة ، وبهذه الطاقة وبكل كل تلك الامكانات ، وللاسف لم يتحرك القائمون على الرياضة المصرية من أجل أن يضعوا بمصر على الطريق الصحيح فى تلك الدورات الاولمبية ، ورغم انهم منذ سنوات فكروا فى مشروع البطل الاوليمبى ، ولكنه للاسف توقف لمدة عام ونصف ثم م شيعه الى مثواه الاخير . فمع بداية انتشار الوعي الرياضي بدأت مشاركة مصر بقوة في الدورات الأوليمبية بداية من الدورة التاسعة بامستردام1928 حيث حققت البعثة المصرية عدة انتصارات في لعبات المصارعة ورفع الأثقال والغطس. ودخلت مصر التاريخ الذهبي للدورات الأوليمبية واستمر مشاركة مصر حتي الدورة28 بأوليمبياد بكين 2008 ، وقد حصل مصر على امتداد تلك السنوات من المشاركات على 23 ميدالية أوليمبية متنوعة ، وهو للاسف عدد تفوز به دوله من الدول المعاصرة . وربما بعد ثورة 25 يناير المباركة يأتى من يعمل على أن تحتل الرياضة المصرية مكانه بارزه ، وان يحقق خلال دورتين أولمبيتين ما حققوه منذ عام 1928 حتى الان ، وأن يتم وضح خطه استراتيجية تقدم لنا مجموعة من الابطال الاولمبين ، يكونوا مساويين لشعب بتلك العظمة ، والذى يسكن بداخله طاقات قوة وعبقرية ، ولو تم بالفعل الاهتمام بشباب هذا الوطن لاصبحنا لا نسعد فقط بالصعود الى الدورة الاولمبية بل الفوز بميدالية فى تلك الدورات ، وان افضل نتيجة لمصر فى كرة القدم ، كانت الفوز بالمركز الرابع فى دورة طوكيو 1964 . الطريف ان مصر خلال اخر انجاز اوليمبى لها عام 2004 خلال دورة اثينا الفوز بخمس ميداليات متنوعه وكان مشروع البطل الاوليمبى الذى لا يعرف أحد اين ذهب ،هو الذى قدم هؤلاء الابطال ، حيث عرض للو بالسكتة القلبية المفاجئة . وكان هذا المشروع قد رأى النور في 18 مارس 2001 عندما أصدر الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب فى ذلك الوقت قراراً بتشكيل لجنة السياسات والتخطيط الرياضي بهدف تطوير الرياضة المصرية وعهد إلي هذه اللجنة مجموعة من الاختصاصات من حينها وضع برامج اعداد البطل الأوليمبي واللوائح المنظمة له. وفي 13مايو 2001 اعتمد مشروع إعداد البطل الأولمبي واعتباره مشروعاً قومياً.. وكان هدف المشروع الذي تم تطبيقه علي اتحادات رفع الأثقال وألعاب القوي والملاكمة والجودو والمصارعة هو تحقيق ميداليات أولمبية ابتداء من دورة بكين 2008 وهو الهدف المباشر.. أما الهدف غير المباشر فهو امكانية تحقيق ميداليات في دورة أثينا التي أقيمت عام 2004 وبالفعل حققت مصر خمس ميداليات منها ذهبية كرم جابر في المصارعة.
وبرغم ان الهدف المباشر للمشروع هو الفوز بميداليات في دورة بكين ، ثم توقف المشروع لحوالي العام ونصف العام بسبب التغييرات الوزارية برحيل هلال ومجئ الفقي قبل دورة أثينا الأولمبية بوقت قصير.. ثم انتقال أنس للاعلام وتولي البلتاجي منصب وزير الشباب والذي لم يمض في الوزارة سوي شهور.. ثم الغيت الوزارة وتم تقسيمها إلي مجلس قومي للشباب وآخر للرياضة. وهذا التقسيم أدي إلي حدوث مشاكل كثيرة في تحديد الاختصاصات وفصل الميزانيات مما أصاب مشروع البطل الأولمبي في تلك الفترة بالشلل التام تارة وبالتغيير في لجانه تارة أخري إلي أن حسم المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة الأمر بقرارين حاسمين في 23 مارس و11 ابريل 2006 باعادة تشكيل لجنة مشروع البطل الاولمبي واستأنف المشروع نشاطه رسمياً ابتداء من الأول من مايو 2006 ب 28 لاعباً ولاعبة في لعبات رفع الأثقال والتايكوندو والمصارعة الرومانية والخماسي الحديث وألعاب القوي والملاكمة والجودو والرماية.. وأخيراً السباحة. ومع الثورة من الممكن ان يأتى من يسعى جاهدا الى أن يعيد احياء مشروعات تساعد على ميلاد أبطال ألاولمبين ، وأن يحققوا لمصر ، ما لم يتحقق عبر تاريخها الاوليمبى الطويل .