استهجن رئيس الوزراء لدى السلطة الفلسطينية الدكتور سلام فياض، الدعوة التى وجهها الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد إلى رئيس حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية للمشاركة فى أعمال قمة دول عدم الانحياز المزمع عقدها فى طهران أواخر الشهر الجارى. واعتبر فياض، فى تصريح له اليوم "السبت" أن هذه الدعوة تمثل ضربة لأحد أبرز منجزات الشعب الفلسطينى، ألا وهو وحدانية التمثيل الفلسطينى فى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى. كما اعتبر أنها تمثل تصعيدًا خطيرًا فى موقف إيران المناوئ لوحدة الأرض الفلسطينية المحتلة ولدور السلطة الوطنية الفلسطينية فى رعاية مصالح أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، بتكليف من منظمة التحرير. وقال: "من المؤسف أن هذا الموقف المعادى من قبل النظام الإيرانى أتى مستفيدا لما بدر من البعض، وخاصة فى الآونة الأخيرة، فى اتجاه التعامل مع حركة حماس وكأنها عنوان الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وتحت مسمى الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من كافة الأطراف الفلسطينية، وكأن السلطة الوطنية الفلسطينية طرف من أطراف متعددة وليست بيتًا لجميع الفلسطينيين بكافة انتماءاتهم وفصائلهم فى الضفة والقطاع". واعتبر فياض أن استجابة هنية لما وصفه ب"الدعوة الإيرانية المغرضة"، ومن خلال تكريسها للانقسام السياسى على الساحة الفلسطينية، لن تكون إلا طعنة فى خاصرة المشروع الوطنى الفلسطينى، ولن تعود لذلك إلا بالضرر الفادح على سعى الشعب الفلسطينى لنيل حريته واستقلاله فى كنف دولة مستقلة على كامل أرضه المحتلة منذ عام 1967، وتحصيل كافة حقوقه وفق ما تقتضيه الشرعية الدولية، والتى يعتبر دور السلطة الوطنية فى الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وفى إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مكونًا أساسيًا لها. وناشد فياض، هنية بأن يغلب فلسطينيته ووطنيته على أي اعتبارات أخرى، معتبرًا أن مبادرته لرفض دعوة الرئيس الإيرانى ستسجل له كموقف تاريخى يضعه فى موقف القائد المسئول والغيور على المصالح العليا للشعب الفلسطينى".