السيول تفضح حكومة «كله تمام».. قتلت 26 شخصا في يومين بالمحافظات.. ووزراء الري والزراعة والنقل يكتفون بالبيانات

* وزير الري: إلغاء تكليف قياديين بمديرية سوهاج‎ بسبب أزمة السيول
* وزير النقل: تحويلات فى الطرق المتضررة من السيول لحين إصلاحها
* «الزراعة» تنتهي من صيانة الطلمبات والمعدات ببحيرة «مريوط» تحسبًا للأمطار والسيول
"كعادتها تصل متأخرة، وكأنها تعمل في جزر منعزلة".. هذه الكلمات تصف حال الحكومات المصرية المتعاقبة بعد نشوب الأزمات والكوارث، وتسبق كل كارثة موجة تصريحات من المسئولين تؤكد على الجاهزية والاستعداد التام لمواجهة الأزمات والكوارث، إلا أن القدر يخيب آمال هؤلاء المسئولين وكأنه يراهن دائما على فشلهم.
وزارة الصحة أعلنت أمس، السبت، مصرع 26 شخصا وإصابة 72 آخرين بسبب الأمطار الغزيرة والسيول المستمرة منذ يومين في عدة محافظات، حيث شهدت محافظة جنوب سيناء وفاة 9 أشخاص، فيما توفي 8 أشخاص وأصيب 23 آخرون بمحافظة سوهاج في صعيد مصر.
وفي محافظة البحر الأحمر، توفى 9 أشخاص وأصيب 35 آخرون، بينما أصيب 5 أشخاص في محافظة بني سويف، بينما كانت مدينة رأس غارب في محافظة البحر الأحمر هي الأكثر تضررا.
وخرج علينا اليوم بيان من وزارة الري، حيث أصدر الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الموارد المائية والري، قرارا بإلغاء تكليف رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بسوهاج مع ندبه للعمل مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والاستثمار بالإدارة المركزية للموارد المائية والري بالشرقية.
وشمل القرار كذلك إلغاء تكليف المهندس مدير عام ري سوهاج، مع ندبه للعمل بالإدارة العامة للموارد المائية والري بدمياط.
وصدر هذا القرار على خلفية عدم تواجد المهندس رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والري بسوهاج، والمهندس مدير عام ري سوهاج بمواقع إدارة أزمة السيول أثناء موجة السيول التي حدثت بالمحافظة، وذلك بدون إذن مسبق من رؤسائهم.
وشمل القرار تكليف المهندس شحتة إبراهيم عبد الفتاح رئيسا للإدارة المركزية للموارد المائية والري بسوهاج، والمهندس عاصم فتحي سليمان مديرا عاما للري بسوهاج.
وما زال التحقيق جاريا في الواقعة من خلال الشئون القانونية بالوزارة.
من جانبها، أعلنت وزارة النقل عبر بيان صحفي أيضا انتهاء الدكتور جلال سعيد، وزير النقل، من تفقد عدد من الطرق التي تعرضت للسيول، حيث تفقد الطرق التي تربط السويس والعين السخنة والغردقة وسفاجا، ثم تفقد الوزير الطرق التي تربط البحر الأحمر بالصعيد للوقوف على إجراءات إزالة آثار السيول للطرق واستعادة السلامة عليها.
ووجه وزير النقل، رئيس هيئة الطرق والكباري بسرعة الانتهاء من أعمال طريق الصعيد البحر الأحمر خلال 3 أيام وعمل التحويلات اللازمة أثناء العمل، كما وجه الوزير تنفيذا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء بسرعة قيام هيئة الطرق والكباري باستكمال الأعمال اللازمة لعودة الحركة على طريق العين السخنة -الغردقة بشكل طبيعي خلال 24 ساعة.
كما وجه وزير النقل يقيام هيئة الطرق والكباري بالتدخل العاجل لإزالة مخلفات السيول داخل مدينة رأس غارب، حيث ضاعفت الشركة القابضة للطرق والكباري والنقل البري وشركاتها التابعة من المعدات الخاصة بالصيانة وإزالة آثار السيول في رأس غارب.
بيان ثالث صدر عن وزارة الزراعة، تضمن إعلان الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، عن انتهاء الوزارة من عمل جميع الإصلاحات وصيانة المعدات والطلمبات الخاصة بمشروع مرويط لخدمة المزارع السمكية، وذلك كخطوة استباقية لمواجهة السيول، وتحسبًا لحدوث أي أزمات تؤثر على الإنتاج.
وحسب البيان، كلف وزير الزراعة الدكتور خالد الحسني، رئيس قطاع الهيئات وشئون مكتب الوزير، والدكتور محمد عبد الباقي، رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، بالمرور والاطمئنان على الطلمبات التي تقوم برفع المياه من وادي مريوط إلى مصرف غرب النوبارية لخفض منسوب المياه في الوادي استعدادًا لمواجهة الأمطار والسيول.
وقالت اللجنة في تقريرها المعروض على وزير الزراعة، إنه تم تشغيل 3 طلبمات بمحطة الطلمبات القديمة، وهناك طلمبة رابعة من المقرر الانتهاء من إصلاحها الثلاثاء المقبل، كما تم الانتهاء من صيانة طلمبتين بمحطة الطلبمات الجديدة، كما سيتم تشغيل طلمبتين أخريين بالتناوب معهما.
وشدد "فايد" على ضرورة تأجير طلمبتين بقدرة 1 م3/ ثانية، احتياطيًا لمواجهة أي معوقات أخرى، على أن يتم إحضارهما غدًا، الاثنين، لافتًا إلى ضرورة الاطمئنان بشكل دوري على الخزانات الخاصة بأحواض البحيرة لمواجهة زيادة السيول والأمطار كإجراء احترازي.
في سياق متصل، رفعت وزارة الزراعة درجة الاستعداد القصوى بمديريات الزراعة بالمحافظات الجنوبية خاصة والتي تعرضت للسيول، والتنسيق مع المحليات ومركز العمليات وإدارة الأزمات بالمحافظة للمساعدة في إزالة الآثار الناتجة على المحاصيل الزراعية.
وقالت الوزارة إن وزير الزراعة كلف بضرورة استمرار عمليات حصر الخسائر - إن وجدت - في المحاصيل الزراعية لتحديد أسلوب المواجهة من حيث التأثير على الأسواق والمزارعين، حيث تم تشكيل لجان بمديريات الزراعة التي تعرضت للسيول لمتابعة الموقف أولًا بأول وبصورة مستمرة والتواصل مع غرفة عمليات أزمات الوزارة.