قال الدكتور محمد متولي منصور، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الله تعالى أمرنا بالتأمل في آية القرآن الكريم، مصداقا لقوله جل شأنه: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» سورة محمد الآية (24). وأضاف «منصور» خلال خطبة اليوم من مسجد التليفزيون المصري بعنوان «حماية الأوطان وسبل بنائها»، أن الشريعة الإسلامية اهتمت بالوطن، ذاكرًا الإعجاز العلمي الوارد في حب الأوطان بالآيتين «الثامنين من سورة الإسراء، والخامسة والثامنين من سورة القصص». أشار إلى أن الله تعالى قال في كتابه على لسانه نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم: «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا» الإسراء (80)، ذاكرًا أنه هذه الآية نزلت حينما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم مهاجرًا من مكة إلى المدينة، موضحًا أن «الإخراج» كان أولى في التقديم عن «الإدخال» في الآية ولكنْ هناك سر بلاغي. وأوضح أن الله تعالى كأنه يعد سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بأنك خرجت من بلدك مكة إلى المدينة لبناء الحضارة الإسلامية، فاسعيدك مرة أخرى إليها لأنها موطنك الأصلى، وهذا دليل على تعلق الرسول -صلى الله عليه وسلم ببلد نشأته مكة. وبينّ الإعجاز في قوله تعالى «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» القصص 85، أن كلمة فرض معناها أوجب أو أنزل وهو القرآن أعظم نعمة ونزلت هذه الآية حينما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم مهاجرًا، وتؤكد وعد الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بالعودة إلى وطنه مكة مرة أخرى بعد الهجرة. وتابع: أن الله تعالى لم يرد للرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يسك مسلك أبيه إبراهيم -عليه السلام- بعدم العودة إلى موطنه مرة أخرى، حيث خرج الخليل إبراهيم عليه السلام من بلد الكفر إلى الأرض المقدسة، ولم يعد إلى بلده «حرانة». واستطرد: ولم يرض الله تعالى للرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يكون مثل سيدنا إسماعيل عليه السلام بأن يخرج من بلد مقدسة إلى أخرى أقدس منه، ولكن الله تعالى أراد أن يسك بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- مسلك أخيه موسى -عليه السلام- الذي خرج من مصر خائفًا يترقب، ثم عاد إليها مرة أخرى وأغرق الله تعالى فرعون وقومه ونجا موسى -عليه السلام- وقومه الصالحين. وأكد أن عودة الرسول -صبى الله عليه وسلم- تختلف عن عودة سيدنا موسى -عليه السلام-، فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ولم يعذب الله تعالى أهل مكة بعد وعودة الرسول إليها من الهجرة.