انطلقت قافلة الأوقاف الدعوية بقيادة الشيخ إسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوبسيناء لإلقاء الدروس بين المغرب والعشاء بمدينة شرم الشيخ للحديث عن دور الشباب في بناء الوطن وحمايته وضرورة التمكين للشباب في جميع المجالات. يشارك في القافلة الدكتور نوح العيسوي مديرعام بحوث الدعوة بالوزارة الذي أكد أن مرحلة الشباب في عمر الإنسان هي مرحلة القوة والنشاط، يتميز فيها الإنسان بالتفتح الذهني، والقوة البدنية، والأمل الواسع، والانفتاح على كل ألوان الحياة، ومن ثم فهي المرحلة التي يستطيع الإنسان أن يعطي فيها ما لا يقدر عليه في غيرها من مراحل العمر ، يقول سبحانه وتعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} [الروم:54] ، ويقول تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}. مشيرًا إلى أن الإسلام قد عني بالشباب عناية فائقة، والقرآن الكريم قدم العديد من النماذج الشابة من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من الصالحين، ليكونوا قدوة صالحة لشباب المسلمين، موضحًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ربى جيلًا من شباب الصحابة الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، والتضحية والفداء، والعلم والعمل، فكانوا خير قادة وأفضل سادة. و أكد الدكتور أشرف فهمي مدير عام المتابعة بالوزارة أن الشباب في أي أمَّة من الأمم هم العمود الفقري الذي يشكل عنصر الحركة والحيوية ؛ إذ لديهم الطاقة المنتجة ، والعطاء المتجدد ، ولم تنهض أمَّة من الأمم- غالبًا- إلا على أكتاف شبابها الواعي ، وحماسته المتجددة ، فالإسلام ما قام إلا على شباب هذه الأمة- بعد فضله سبحانه وتعالى-. مشيرًا إلى أن الإسلام قد اهتم بتنمية الجانب الروحي والعقلي لدى الشباب ورعايتهم وتنشئتهم تنشئة سليمة بعيدة عن الغلو والتطرف والانحراف ، مؤكدًا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يستعين بالشباب في مواقف متعددة ، حيث ولى أسامة بن زيد قيادة الجيش ولم يكن قد تجاوز العشرين من عمره مع وجود كبار الصحابة كسيدنا أبي بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما ) وغيرهما من كبار الصحابة " . ومن جانبه أكد الشيخ جلال محمد شريف مدير الدعوة بأوقاف جنوبسيناء أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) اهتم بالشباب اهتمامًا كبيرًا ، ووجههم توجيها سديدا نحو البناء والنماء والخير ، لذلك وضعهم منذ اللحظة الأولى في موضعهم اللائق بهم ليكونوا العامل الرئيسي في بناء كيان الإسلام وتبليغ دعوته ونشر نوره في بقاع العالم، فعمل (صلى الله عليه وسلم) علي تهذيب أخلاقهم وشحذ هممهم وتوجيه طاقاتهم وإعدادهم لتحمل المسئولية في قيادة الأمة، كما حفزهم على العمل والعبادة، فقال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ) وعدَّ منهم ( وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ) . ومن جانبه أكد الشيخ ماجد راضي مدير إدارة أوقاف شرم الشيخ أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حثَّ الشباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة ، أقوياء في البنيان ، أقوياء في العمل ، فقال: (المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير) (صحيح مسلم) ، وبهذا عمل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)على إعداد الشباب وبناء شخصيتهم القوية، ليكون الشباب مهيئا لحمل الرسالة، وأقدر على تحمل المسئولية ، وأكثر التزاما بمبادئ الإسلام. وعقب انتهاء فعاليات اليوم الأول للمؤتمر الأول للشباب اجتمع وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة بأعضاء القافلة العلمية الذين يواصلون عملهم الدعوي على مدار أربعة أيام بجنوبسيناء للمرة الثانية خلال شهر أكتوبر 2016م في إطار اهتمام الوزارة بنشر الفكر الإسلامي الوسطي بمحافظة سيناء وسائر ربوع الوطن.