اتفق المحللون السياسيون على تفسير موقف الإخوان من المجلس العسكرى بعد انسحابهم من المجلس الاستشارى أمس، حيث اعتبر الإخوان أن انفراد العسكرى باتخاذ قرار تشكيل المجلس الاستشارى تهميش للإخوان رغم فوزهم بالنسبة الأكبر فى المرحلة الأولى بالانتخابات البرلمانية . قال اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية إن العلاقة بين العسكرى والإخوان ليست متوترة بشكل كبير و أرجع سيف اليزل قيام الإخوان بالانسحاب من المجلس الاستشارى إلى زيادة شعورهم بوجوب رجوع العسكرى إليهم أولا فى قراراته بشكل عام و بالتالى كان يجب مشاركتهم فى قرارات تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور والمجلس الاستشارى و الحكومة و يفرض تمثيلهم بنسبة أكبر فى اللجنة التأسيسية لحصولهم على النسبة الأكبر من المقاعد بالبرلمان فى المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية 2011 و برغم توقع سيف اليزل تكرار نفس الموقف بشكل أكبر فى الفترة القادمة إلا أنه لن يصل لحد الصدام مع المجلس العسكرى لأن الإخوان لا ينتوون التصعيد .. أما عن موقف العسكرى من قيام الإخوان بالانسحاب أمس فقد قام المجلس العسكرى فعليا بتعيين أعضاء المجلس الاستشارى بدون الاخوان . وأشار اللواء قدرى سعيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن الإخوان يرون أنفسهم ممثلى الشعب بحكم فوزهم بالنصيب الاكبر فى المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان و بالتالى توقع الإخوان رجوع المجلس العسكرى إليهم فى قرار تشكيل المجلس الاستشارى و قال إن ما زاد حدة التوتر هو عدم توضيح الإخوان لأسباب احتجاجهم و أضاف أن المجلس العسكرى سيقوم بتخفيف حدة التوتر بدعوة الإخوان للمناقشة و الوصول لحل وسط كالمعتاد . وقال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات السياسية الدولية بمركز الأهرام ان اعتراض الإخوان على صلاحيات المجلس الاستشارى المحدودة التى تجعله مساعدا للمجلس العسكرى - الذى كان من المنتظر أن يعود لثكناته وترك الحكم للحكومة - تسبب فى انسحابهم بالإضافة إلى قصر مدة عمل المجلس الاستشارى التى تنتهى بمجرد انتخاب رئيس الجمهورية وتوقع اللاوندى أن نتيجة المرحلتين الثانية والثالثة بالانتخابات البرلمانية ستلعب دورا فى تخفيف حدة التوتر بين الإخوان و العسكرى سواء كانت لصالح الإخوان لأن نظام الحكم رئاسى ،الأمر الذى - يقلل من سلطات البرلمان لصالح رئيس الجمهورية ، أو أسفرت النتائج عن انخفاض نسبة حصول الإخوان على مقاعد البرلمان لأنهم حينها سيتساوون مع باقى القوى السياسية وبالتالى يقل إحساسهم الحالى بالصدارة .