احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في عدة مدن بألمانيا والنمسا أمس لمطالبة حكومتي البلدين بعدم توقيع الاتحاد الأوروبي على اتفاقيات تجارية جديدة يجري التفاوض بشأنها بين الاتحاد من جانب والولاياتالمتحدة وكندا من جانب آخر. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير نشرته اليوم /الأحد/ إلى أن الاتفاقيات المقترحة تلقى معارضة كبرى منذ اتفاق واشنطن والاتحاد الأوروبي في 2013 على السعي لتأسيس منطقة جديدة للتجارة الحرة بسوق يضم أكثر من 800 مليون شخص. ووفقا للصحيفة نفسها، فإنه بعيدا عن إزالة العوائق التجارية والتعريفات المتبقية بين واشنطنوبروكسل، يكمن أحد الأهداف المعلنة في التأكيد على أن تكون لوائح الاستهلاك الأمريكية والأوروبية هي المعايير العالمية، بدلا من المعايير المنخفضة للأسواق الصاعدة كالصين والهند. ورغم اعتماد الاقتصاد الألماني بشدة على الصادرات، تواجه الاتفاقيات المقترحة معارضة متزايدة منذ البداية، ويتشارك في تلك المعارضة العديد من الكنائس والنقابات المهنية والمفكرين والأحزاب اليسارية، وكان ذلك التحالف هو من دعا لمظاهرات الأمس في 7 مدن ألمانية. ويرى المعارضون للاتفاقية المقترحة في أوروبا أنها غير عادلة مشددين على أنها ستجبر الأوروبيين على قبول ما يرون أنها معايير استهلاكية أمريكية أقل من نظيراتها الأوروبية، كما تسبب رغبة واشنطن في فرض حماية قانونية صارمة على استثماراتها في أوروبا في خلاف كبير، إذ يرى المعارضون الأوروبيون أنها قد تخالف قوانين الدول الأوروبية ذات الصلة. وتشهد عدد من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا، خلافا حول ما إذا كان من الضروري استمرار المفاوضات بين بروكسلوواشنطن بشأن مضمون الاتفاقيات المقترحة، والمعروفة باسم اتفاقية الشراكة الأطلسية في التجارة والاستثمار أو إنهاء تلك المفاوضات. ومن المفترض أن تنعقد الجولة ال15 من المحادثات، الشهر المقبل، في الولاياتالمتحدة، وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يصر على إمكانية التوصل لاتفاق هذا العام في الوقت الذي لم يعرب فيه أيا من المرشحين البارزين لخلافته، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، عن تأييده للاتفاقية.